إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

بعد ذلك توقف الاتصال بين الأردن ومنظمة التحرير،  إلا في نطاق أعمال اللجنة المشتركة لدعم الصمود. وانشغلت المنظمة في خلافاتها الداخلية التي أدت إلى خروج القيادة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات من طرابلس  - لبنان في العشرين من كانون أول 1983. تلا ذلك  محاولات رأب الصدع بين أطراف التآلف الفلسطيني في  منظمة التحرير وبين المنظمة وغيرها من الدول العربية. ثم  نشأت مشكلة عقد الدورة السابعة عشرة للمجلس الوطني  الفلسطيني، وبخاصة فيما يتعلق بمكان انعقادها.

          وفي مطلع أيلول 1984 زارني أحد أعضاء القيادة  الفلسطينية لينقل إلي توجه المنظمة لعقد دورة المؤتمر الوطني  الفلسطيني في عمان. ورحبت بالطلب.

          وفي 27 أيلول 1984 حضر إلى عمان السيد ياسر  عرفات مع عدد من أعضاء قيادته، وعقدنا اجتماعاً في  قصر الندوة، عرض خلاله السيد ياسر عرفات رغبة  القيادة بعقد دورة المؤتمر الوطني الفلسطيني في عمان. وبلغناه رسمياً بترحيب الأردن باستضافة المؤتمر.

          وفي الثاني والعشرين من تشرين الثاني 1984 افتتحت  الدورة السابعة عشرة للمؤتمر الوطني الفلسطيني بكلمة  تضمنت تحليلنا للواقع الفلسطيني حينذاك واستنتاجنا  بضرورة التحرك السياسي للخروج بالقضية من حالة  اللا حرب واللا سلم التي تتقدم في ظلها البرامج التوسعية  الصهيونية بكل ما ينطوي عليه ذلك من أخطار تتهدد  القضية الفلسطينية شعباً وأرضاً، مثلما تتهدد في النتيجة  الأمن الوطني الأردني. وعرضنا على الأخوة أعضاء المؤتمر  تصورنا لمنهج العمل إذا اختارت المنظمة أن تعمل مع  الأردن لوضع صيغة أردنية - فلسطينية، وقلنا ما نصه:

          ( ولنكن صريحين معكم - أيها الأخوة - حول قضيتكم  المقدسة التي تهمنا مثلما تهمكم، وتؤثر علينا في مضاعفاتها،  مثلما تؤثر عليكم. إن الموقف الدولي بعامة يرى أن  بالإمكان استرجاع الأرض المحتلة من خلال صيغة أردنية  - فلسطينية، ترتب على الطرفين التزامات يعتبرها العالم  ضرورية للوصول إلى تسوية سلمية عادلة ومتوازنة. فإذا  توفرت لديكم القناعة بهذا الخيار فوق ما بيننا من أواصر كأسرتين، وما يجمعنا من وحدة في المصير والغايات، فنحن  مستعدون للسير معاً على هذا الطريق والخروج للعالم  بمبادرة مشتركة، نعبئ لها الدعم والتأييد. أما إذا كنتم  تعتقدون بأن المنظمة قادرة على السير بمفردها، فنقول لكم على بركة الله، ولكم منا الدعم والتأييد، وسيظل القرار

<22>