إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

مع الولايات المتحدة، كنا نتناول مع الجانب الأمريكي  الموضوعين، ولكن بشكل منفصل: التمثيل الفلسطيني والمؤتمر الدولي، مع التركيز على موضوع التمثيل الفلسطيني.

          والآن سأعرض عليكم - أيها الأخوة - جهودنا على المحور الثاني، محور المؤتمر الدولي:

          في أيار 1985 وأثناء محادثاتنا مع الجانب الأمريكي في  واشنطن أثرنا موضوع المؤتمر الدولي باعتباره المحطة التي  سيلتقي فيها الجميع، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية. وكان الموقف الأمريكي بالنسبة للمؤتمر الدولي، هو: لا للمؤتمر الدولي. وعوضاً عنه، فقد اقترح  الجانب الأمريكي بعد استكمال خطة عمل ضم منظمة  التحرير لمحادثات السلام، أن يتم اجتماع في مدينة  أمريكية، ترعاه الولايات المتحدة بين إسرائيل من جهة،  ووفد أردني - فلسطيني من جهة أخرى. وحينما سمعنا  ذلك، قررنا قطع الزيارة، مؤكدين لهم رفضنا القاطع وغير القابل للتأويل للانفراد أو اتباع نموذج كامب ديفيد في المفاوضات.

          وعندها بدل الجانب الأمريكي موقفه، واقترحوا  مفاوضات تجرى في مبنى الأمم المتحدة في جنيف. ومرة  أخرى قلنا لهم: ان هذا الاقتراح مرفوض مثل سابقه،  حيث أن المسألة ليست في المبنى أو في اسمه. وموقفنا  الثابت، هو: في التوصل إلى حل شامل من خلال مؤتمر دولي تحضره سائر أطراف النزاع مع الأعضاء الدائمين في  مجلس الأمن. وهنا تخلى الجانب الأمريكي عن اقتراحه،  ووعد بالتفكير الجاد في مؤتمر دولي. ولأننا في ذلك الوقت  كنا منشغلين بموضوع التمثيل الفلسطيني، قبلنا بهذا،  وواصلنا مباحثاتنا حول موضوع التمثيل.

          وفي تشرين أول 1985، وأثناء محادثاتنا في واشنطن،  أثرنا موضوع المؤتمر الدولي، كما سبق وأن طرحناه على الإدارة الأمريكية قبيل سفرنا إلى الولايات المتحدة. وعقدت عدة جلسات بين الجانبين الأردني والأمريكي في مقر إقامة الوفد الأردني في واشنطن. وجاءنا الجانب الأمريكي باقتراح حول المؤتمر الدولي، تبين لنا لدى التدقيق فيه، بأنه سيكون مؤتمراً شكلياً، ورفضنا ذلك:  وأعربنا عن إصرارنا بأن يكون للمؤتمر صلاحيات واضحة.

          وطرح علينا الجانب الأمريكي من جملة ما طرح استبعاد دعوة الاتحاد السوفياتي للمؤتمر إلى أن يستأنف

<32>