إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

          وأثناء ذلك، قمت بزيارة خاصة للندن في  7 / 1 / 1986 بقصد المعالجة، وأثناء وجودي هناك، حضر  مساعد وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق  الأوسط إلى لندن على رأس وفد أمريكي. وطلب مقابلتي  لاستئناف الحديث عن المؤتمر الدولي، وعقدنا معه في لندن  جولتين من المحادثات، حضر الجولة الأولى معي بتاريخ  18 / 1 / 1986 السيد رئيس الوزراء والسيد رئيس الديوان  الملكي. وفي هاتين الجولتين تركز الحديث حول صلاحيات  المؤتمر الدولي ومشاركة المنظمة فيه، حيث أن الموضوعين  أصبحا متشابكين نتيجة تقدم الحوار. وبالنسبة للموضوع  الأول المتعلق بصلاحيات المؤتمر الدولي، فقد تطور الموقف  الأمريكي لحد الموافقة على حق أطراف النزاع بإحالة أي  خلاف بينهم على المؤتمر. ولكنا لم نتوصل بعد إلى اتفاق  حول دور المؤتمر إزاء مسألة حسم الخلاف بين الأطراف  المتفاوضة.

          وبالنسبة للموضوع الثاني المتعلق بمشاركة المنظمة في  المؤتمر الدولي، فقد كرر الجانب الأمريكي موقفه السابق، القاضي بأن تعترف المنظمة أولاً بقرار 242 حتى تبدأ الولايات المتحدة بإجراء الحوار معها دون أن تتعهد الولايات المتحدة بالموافقة على دعوة المنظمة للمشاركة في المؤتمر. وقد كان ردنا: بأننا نريد موافقة الولايات المتحدة  على دعوة منظمة التحرير إلى المشاركة بأعمال المؤتمر في  حال موافقتها على قرار 242. وجرى حول هذه النقطة  نقاش مكثف، طالبت فيه بموقف أمريكي واضح أطرحه  على المنظمة، وانتهى بالاتفاق على ارجاء البت فيه من  الجانب الأمريكي إلى حين عودة الوفد إلى واشنطن وإعادة  بحث الأمر هناك على أعلى المستويات.

          وعدنا إلى عمان بتاريخ 21 كانون الثاني 1986 بهذه  النتائج حول المؤتمر الدولي وحول مشاركة منظمة التحرير.  وفي 25 / 1 / 14986 أثمرت جهودنا بأن تلقيت من الإدارة الأمريكية جوابهم النهائي حول مشاركة المنظمة في المؤتمر الدولي. وقد جاء الجواب على شكل تعهد مكتوب يقول:  بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقبل بدعوة منظمة التحرير الفلسطينية للمشاركة في مؤتمر دولي إذا هي أعلنت قبولها  الواضح بقرار مجلس الأمن 242، وعن استعدادها  للتفاوض من أجل تحقيق السلام مع حكومة إسرائيل في إطار مؤتمر دولي، وعن ادانتها للإرهاب. وعندها تباشر الولايات المتحدة الاتصال بالاتحاد السوفياتي للمشاركة  معها وبقية الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن في المؤتمر الدولي، والذي يلتئم بدعوة من السكرتير العام  للأمم المتحدة.

<35>