إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) نص خطاب الملك حسين، العاهل الأردني، الذي وجهه إلى الأمة حول علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية
المصدر: " يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، 459 - 479 "

         وفي نفس اليوم وصل السيد ياسر عرفات عمان على رأس وفد من القيادة الفلسطينية. وعقدنا مع الجانب الفلسطيني أربعة اجتماعات موسعة على مدى أربعة أيام، وترأست ثلاثة منها، وقد تركز البحث في هذه الاجتماعات على موضوع التعهد الأمريكي وموقف المنظمة منه. وكان تقديرنا أن تقبل المنظمة به:

         أولاً: لأنه جاء تلبية لطلب المنظمة.

         وثانياً: لأنه يعكس تبدلاً كبيراً في الموقف الأمريكي  لصالح المنظمة، حيث أن موقف الولايات المتحدة من  منظمة التحرير حينما بدأنا حوارنا الطويل معها والذي  استغرق ما يقرب من عام واحد كان يتمثل في أن الولايات المتحدة ستفتح حواراً مع المنظمة بعد أن تقبل  الأخيرة بقرار 242. أما موقفها الحالي، وكما جاء في  التعهد، فهو أن الولايات المتحدة مستعدة لأن تمضي خطوة إضافية أخرى وراء الحوار مع المنظمة، وذلك بقبول دعوتها للمؤتمر الدولي.

         ولكن الأخوة في القيادة الفلسطينية فاجأونا برفضهم  قبول قرار 242 في هذا السياق، مؤكدين ما وصفوه  "بالجهد الخارق" الذي قمنا به وتمثل بإحداث هذا التبدل  الكبير في موقف الولايات المتحدة. والذي ما كان ليتحقق  لولا الاحترام والمصداقية والثقة التي يتمتع بها بلدنا الأردن  في هذا العالم. ومع ذلك واصلنا البحث معهم محاولين  اقناعهم بأن تجاوبهم يعني تثبيت حلقة هامة جداً في جهود  السلام الموصلة إلى المؤتمر الدولي الذي أجمع العرب ومعهم  كل القوى المحبة للسلام في العالم انه المحطة الرئيسية في  عملية تحقيق السلام العادل الدائم الشامل، والذي عملنا  من أجل انعقاده طوال تسع سنوات دون كلل أو ملل،  ولكن بدون جدوى. وها هي الفرصة تلوح وتمنياتنا ألا  تضيع كغيرها من الفرص وفاء لأهدافنا في انقاذ الأهل  وتحرير الأرض والمقدسات.

         وكان جواب الأخوة في القيادة الفلسطينية أنهم يريدون  تعديلاً على الصيغة المقترحة بقبول 242، وهذا التعديل  يقضي بإضافة عبارة تشير إلى موافقة الولايات المتحدة على  الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في  تقرير المصير في إطار اتحاد كونفدرالي بين الأردن  وفلسطين، كما جاء في اتفاق الحادي عشر من شباط. وذكرنا الأخوة في القيادة الفلسطينية بأن موضوع تقرير  المصير في إطار الاتحاد الكونفدرالي هو شأن أردني -  فلسطيني، وليس لأحد علاقة فيه. فلا فائدة من تأييد هذه

<36>