إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



خطاب الملك الحسن الثاني في افتتاح المؤتمر الأول لوزراء العدل العرب حول تأييده زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 597 - 599 "

خطاب الملك الحسن الثاني في افتتاح المؤتمر الأول
لوزراء العدل العرب، حول تأييدة زيارة الرئيس أنور
السادات لاسرائيل.

مراكش، 14 /12 /1977

( الانباء، الرباط 15 /12 /1977 )

          انه لمن أسباب مسرتنا ان نرى اليوم في هذا البلد العربي، وفي هذه المدينة الأصيلة، الأسرة العربية متجمعة من جديد حول موضوع يعد اليوم من أهم مواضيع الدين الإسلامي والفضيلة العربية، ألا وهو العدل وما يتعلق بالعدل.

          وقد وجدت نفسي البارحة في حيرة: هل سأخاطب وزراء عدل، ام هل سأخاطب الوزراء فقط؟ فان خاطبتكم كوزراء العدل كان خطابي خطابا تقنيا لا يمكن ان يفي بما نتوخاه جميعا، وبما ننتظر من ورائه من نتائج. أما ان خاطبتكم كوزراء، بمعنى كمسؤولين حكوميين تخططون لسياسة بلادكم وتوجهونها توجيهاتها، تمكنا ان نتطرق الى تدارس مواضيع نحن العرب في حاجة الى ان نتدارسها بأكثر ما يمكن من الواقعية ومن عدم الانحياز.

          انني سأخاطبكم كعربي، ولكن قبل كل شيء كعربي درس القانون الحالي ودرس تاريخ القانون وتطوراته. انني مؤمن بوحدة هدف الأمة العربية، مؤمن بأن لغتها ودينها هما المقومتان اللتان تنبني عليهما المسابقة أو التسابق الى وحدة الهدف، ولكن لا يمكنني ان أومن بوحدة الصف العربي. ذلك ان وحدة الصف تقتضي وحدة الأنظمة.

          وحينما اقول الأنظمة لا اقول الأنظمة السياسية، ولكن أعني بهذا الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية. ففي أوروبا مثلا نجد ملكيات وجمهوريات، ولكن نظامها الاجتماعي والاقتصادي نظام واحد. فلو دخل في مجموعاتها نظام واحد اشتراكي لتشتتت المجموعة الأوروبية، ولم يبق اذ ذاك اي موضع لذكر وحدة أوروبا.

          اذن ما هو المشكل بالنسبة للعرب الآن؟ هل هو مشكل وحدة الصف، ام مشكل وحدة الهدف؟

          شخصيا اعتقد ان وحدة الهدف الآن هي الأسبقية من الأسبقيات فيما يخص مشاكل العرب. ففي هذا اليوم، وربما في نفس الساعة يفتتح في القاهرة مؤتمر للبحث عن طريق السلام، فماذا كان السبب، وما هي الخطوات التي اتت بهذا المؤتمر؟

          لنرجع شيئا ما الى الوراء، الى سنة 1967، مؤتمر الخرطوم: لا اعتراف، لا حوار، لا سلم، وسارت الأمور على ما سارت عليه، ثم جاء الفتح في أكتوبر [ تشرين الأول ] 1973، جاءت حرب أكتوبر [ تشرين الأول ] حاملة في طياتها استرجاع العرب لثقتهم، واسترجاع الجيوش لكرامتها.

<1>