إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

           



( تابع ) خطاب الملك الحسن الثاني في افتتاح المؤتمر الأول لوزراء العدل العرب حول تأييده زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 597 - 599 "

          ومن ثم بدأ العرب يرون المشكل من زاوية أخرى. هكذا جاء مؤتمر الجزائر سنة 1973، فقرر مقررات، ووضع أسسا للعمل السياسي، وبعد المؤتمر بقليل تلته فترة مفاوضات لفك الارتباط، فوجدنا نفس المشاكل بين الدول العربية المعنية اذ ذاك، ولكن بالصبر والمصابرة توصل الجميع الى المحافظة على وحدة الصف، نظرا لكوننا كنا متشبثين بوحدة الهدف.

          ثم جاء مؤتمر القمة العربي في الرباط سنة 1974، وخرجنا من هناك بالمقررات التالية:

          - لا سلم انفراديا؛

          - تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس؛

          - استرجاع حقوق الفلسطينيين.

          - الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كالمخاطب الوحيد للفلسطينيين.

          وفي يوم من الأيام من الأسابيع الأخيرة، فوجئنا - أقول فوجئنا - بسفر الرئيس أنور السادات، اخينا وصديقنا، الى القدس، فعلى الأقل فاز هناك بصلاة العيد بالمسجد الأقصى، لعله دعا معنا هناك حتى يهدينا الله جميعا ويزيدنا من فضله، أقول فوجئنا، لانه لم يستشرنا، لانه لم يرد ان يحرجنا حتى يتحمل وحده التبعة والمسؤولية. فان كان هناك النجاح فهو نجاح الجميع، وان كان هناك الفشل فسوف يكون فشل أنور السادات وحده.

          ولقد خطب أنور السادات في البرلمان الإسرائيلي. فهل فرط في حق الفلسطينيين؟ هل تنازل عن شبر من الأرض العربية المحتلة؟ وهل تنازل عن المطالبة بالقدس؟ هل قال: سأبرم اتفاقية منفصلة؟ لم يقل أي شيء من هذا. والغريب اننا كنا نقبل أن يقول هذا كله لو قاله في جنيف أو في نيويورك المليئة بالصهيونية، ولم نقبل ان يقوله في القدس. حقيقة، هذه الحساسية الجغرافية ليست في مستوى العبقرية العربية. فأعتقد شخصيا ان القضية اخذت منعطفا لا رجعة  فيه. فان سفر الرئيس أنور السادات الى القدس، وافتتاح المؤتمر اليوم بالقاهرة اعطيا للقضية الفلسطينية وللقضية العربية كلها. حجما آخر. بل اعطياها طبيعة اخرى.

          فعلينا اذن ألا نبقى اسارى أنانيات في هذا الوقت وفي هذا الظرف وجب على كل واحد منا ان يشد بعضد اخيه حتى ننجح جميع مساعي الرئيس المصري. أما أن نقول: " اذهب انت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون " فهي ليست من شيم العرب بكيفية عامة، وليست من شيم المغرب، ولن تكون من شيم المغرب.

          ذلك أن أي عربي خطا خطوة عملية ايجابية لتحرير شبر من الأرض العربية المحتلة، أو الاعتراف ولو بقسط قليل من حقوق الفلسطينيين، كيفما كان لونه السياسي أو المشاكل

<2>