إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) خطاب الملك الحسن الثاني في افتتاح المؤتمر الأول لوزراء العدل العرب حول تأييده زيارة الرئيس أنور السادات لإسرائيل
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1977، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 13، ط 1، ص 597 - 599 "

التي بيني وبينه، فسوف يجدني واقفا بجانبه، معينا له حتى ينهي مأموريته. فعلينا اذن ان لا نحكم ونحن وزراء العدل، ألا نحكم مسبقا على أعمال الرئيس أنور السادات، بل أعتقد انه من الواجب على العدو ان يحس بأن مخاطبيه ليسوا أنور السادات وحده ولكن المجموعة العربية، وسوف تنال المجموعة العربية، ان هي وقفت دفعة واحدة وبقوة متكاملة، سوف تنال من النتائج ما لا يعمله أنور السادات وحده.

          فأعتقد ان في هذا المجال الباب مفتوح مثل باب التوبة. فباب التسابق الى الخيرات، وباب الشجاعة الفكرية لا زالا مفتوحين. وهذه هي الرسالة، رسالة الود، رسالة التعاطف، ان تحملوها جميعا الى رؤسائكم.

          وانني لاعتبر من الفأل الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل الحسن ويحض عليه، ورغم تفكك الصفوف العربية ارى اليوم في هذه المدينة، وفي المغرب للمرة الثالثة، الصفوف والحمد لله موحدة، والأسرة مجتمعة رغم انها تفرقت على نقط اخرى.

          فالوزير العادل، وهو قاضي القضاة في بلده، لا يمكن ان يكون وزير العدل اذا لم يتحل بوزارة الانصاف. فالعدل والانصاف يختلفان، فالعدل هو القانون، والانصاف هو الايمان الداخلى الذي يؤمن به القاضي حينما يحكم، واذا اجتمع العدل والانصاف اجتمعت المقومتان الضروريتان الصالحتان للحكم ثم لتنفيذ الحكم. فكونوا، رعاكم الله ووفقكم، رسلي الأمناء الى اخواني واشقائي الملوك والرؤساء الذين تمثلونهم. وقولوا لهم ان الحسن الثاني، خادم الأمة العربية وخادم بلاده، لن يتأخر ابدا ولو بدقيقة، اذا اقتضت الظروف ان تسيل الدماء من جديد وان يضحى العرب بأبنائهم، ولكن يناشدهم الله الا يتركوا اخاهم الرئيس أنور السادات وحده في ساحة القتال، وهو قتال أخطر واطول وأمر. فليس من شيمنا، ولا من شيم العقل، ولا من شيم الاجتهاد الفقهي أو السياسي، ولا من شيم المروءة ان نتركه وحده في الميدان.

          أما فيما يخصنا هنا، نقول له اننا معه قلبا وقالبا. فان هو نجح فسنصفق له، وان هو فشل فسنكون بجانبه وبجانب العرب لنسترجع حقوقنا بالوسائل التي نراها كفيلة اذ ذاك، بالوسائل المعروفة الا وهي التضحية حتى نرضي الله ونرضي ضمائرنا، وحتى نكون تلك الأمة التي اخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله.

          والسلام عليكم ورحمة الله.


<3>