إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس جمال عبدالناصر في المؤتمر الصحفي لمراسلي الصحافة العربية والأجنبية

          وإذا كان لي أن أضيف إلى هذه المقدمة شيئاً قبل ان أبدأ في الإجابة على أسئلتكم، فهو أنني أريد أن ألفت النظر إلى نقطة هامة.

          إن المشكلة التي نعيش فيها الآن جميعاً ونهتم بها ساسة وصحفيين وجماهير- ليست مشكلة مضايق تيران وليست مشكلة سحب قوات الطوارئ.

          هذه كلها عوارض طارئة لمشكلة أكبر وأخطر، تلك هي مشكلة العدوان الذي وقع ومازال وقوعه مستمراً على وطن من أوطان شعوب الأمة العربية في فلسطين، وما يعنيه ذلك من تهديد قائم باستمرار ضد أوطانها جميعاً.

          هذه هي المشكلة الأصلية.

          والذين يتصورون أن القضايا المصيرية للأمم والشعوب يمكن أن تموت بمرور الوقت وأن يصيبها الزمن بأعراض الشيخوخة يقعون في خطأ كبير.

          إن الأفراد يصابون بأعراض الشيخوخة وبينها النسيان. ولكن الشعوب وجود حي متجدد دائم الشباب.

          خصوصاً وأن المسألة ليست عدواناً وقع وأنتهى أمره، وإنما هو عدوان وقع ومازال مستمراً، وبالعكس فإنه يريد توسيع نطاق عدوانه لتوسيع نطاق سيطرته.

          إننا نرفض رفضاً كاملاً أن ينحصر الاهتمام في موضوع مضايق تيران أو في موضوع سحب قوات الطوارئ وكلاهما في رأينا أمر لاخلاف عليه.

          مضايق تيران مياه إقليمية مصرية ولقد طبقنا عليها حقوق السيادة المصرية.

          ولن تستطيع قوة من القوى، مهما بلغ جبروتها- وأنا أقول ذلك بوضوح لكي يعرف كل الأطراف موقفهم - أن تمس حقوق السيادة المصرية أو تدور حولها.

          وأي محاولة من هذا النوع سوف تكون عدواناً على الشعب المصري وعدواناً على الأمة العربية كلها، وسوف تلحق بالمعتدين أضراراً لا يتصورونها.

          وموضوع سحب قوات الطوارئ هو الأخر أمر لا خلاف عليه، فلقد جاءت هذه القوة إلى أرضنا في ظروف المؤامرة الثلاثية والتواطؤ المشين الذي حطم سمعة جميع أطرافه أخلاقياً وفعلياً، والذي لم يبق سر من تفاصيله لم يخرج إلى النور يدين المتآمرين المتواطئين ويحكم عليهم بأقصى ما يمكن أن يحكم به على إنسان، وهو "الاحتقار".

<2>