إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) بيان الرئيس جمال عبدالناصر في المؤتمر الصحفي لمراسلي الصحافة العربية والأجنبية

          قوة الطوارئ الدولية كما قلت جاءت إلى أرضنا بموافقتنا وشرط بقائها معلق بهذه الموافقة، ولقد سحبنا هذه الموافقة، واستجاب السكرتير العام للأمم المتحدة - بأمانة ونزاهة وشرف - لطلبنا وانتهى أمر هذه القوات تماما ولم يعد مفتوحاً لأي حديث.

          والظروف التي طلبنا فيها سحب قوات الطوارئ معروفة هي الأخرى لكم جميعاً، فلقد كان هناك تهديد لسوريا وكانت هناك خطة لغزوها وكانت هناك تدابير للتنفيذ وموعد محدد يبدأ فيه هذا التنفيذ، بينما أصوات المسئولين في إسرائيل ترتفع صراحة مطالبة بالزحف على دمشق.

          ولم يكن في استطاعتنا أن نسكت على تهديد سوريا أو غزوها.

          لم يكن في استطاعتنا أن نقبل ذلك بالنسبة لسوريا أو بالنسبة لأي وطن عربي.

          وهكذا كان لابد أن تتقدم القوات المسلحة للجمهورية العربية إلى المواقع التي تستطيع منها أن تصل ويكون عملها مؤثرا في ردع العدوان.

          وتداعت بعد ذلك تطورات كثيرة طبيعية ولم يكن فيها أي مفاجأة إلا اللذين زيفوا الدعايات المغرضة ضد الأمة العربية ثم سقطوا هم فريسة في الفخ الذي صنعوه لغيرهم.

          كذبوا وكذبوا وكذبوا حتى صدقوا أنفسهم، ولهذا السبب وحده فإن الحقيقة كانت مفاجأة لهم.

          ونحن لا نعتبر أنه يمكن لأي منصف أن يسمى أي تصرف قمنا به في الأسبوعين الأخيرين عدوانا أو يجد فيه شبهه للعدوان.

          لقد ذهبت قواتنا إلى سيناء لتردع العدوان.

          ولقد طبقنا على مضايق تيران حقوق السيادة المصرية وأي تعرض لهذه الحقوق يكون هو نفسه العدوان.. لماذا؟

          ذلك يعود بنا إلى اساس المشكلة .. إلى أصلها .. وإلى حقيقتها .. وإلى صلبها.

          إن إسرائيل صنعها الاستعمار وصنعتها القوى الراغبة في السيطرة على وطن الأمة العربية، ونحن لا نقول هذا وحدنا ولكن يقوله الآخرون الذي يتصدون اليوم لحماية العدوان الإسرائيلي.

          يقولون في كل مناسبة وبالحرف تقريباً أنهم خلقوا إسرائيل وأنهم يتحملون مسئولية أمنها.

          لقد سلموها الجزء الأكبر من وطن الشعب العربي الفلسطيني.

<3>