إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

القاهرة. بل كان ما هو أكثر مدعاة للأسف فظلت فرنسا تتحين الفرص لهؤلاء الزعماء حتى استطاعت أن ترغم طائرة مدنية كانوا بين ركابها فوق البحر على النزول في أحد المطارات الخاضعة لسيطرتها ثم ألقت القبض على هؤلاء الزعماء.

          ولو أن هذه الرغبة في السلم القائم على العدل من الجانب الجزائري العربي بل ومن الإجماع العربي عموما لقيت ما كانت تستحقه من نية حسنة لما مضت الحرب بعد ذلك أربع سنوات كاملة.

          وأنه لمن دواعي الأسف أن الحكومة الفرنسية راحت تقيم معسكرات الاعتقال وراحت تجرب كل ألوان التعذيب الوحشي ضد الأحرار من ثوار الجزائر، الأمر الذي ثار له الضمير العالمي حتى في فرنسا ذاتها.

          وأنه لمن المؤلم أن وفد الحكومة الجزائرية لم يجد حين ذهب أخيرا إلى ميلون في فرنسا وراء الأمل الشاحب في إيجاد حل، غير تلك المعاملة الفظة المتجبرة الراغبة في إملاء شروطها. ولكن وفد الحكومة الجزائرية الحرة لم يذهب إلى ميلون للاستسلام وإنما ذهب للسلام.

          وليس يخالجنا شك في أن الحرب الدائرة في الجزائر اليوم والتي قدم لها الشعب الجزائري، طواعية، أرواح مليون من أبنائه حتى الآن، لا يمكن أن تنتهي بغير انتصار الحرية.

          وأن الأمم المتحدة اليوم، ليتعين عليها أن تقوم بواجبها. وما نظن أننا نغالي في الطلب إذا تقدمنا الآن نطلب حق الشعب الجزائري في تقرير مصيره على أساس استفتاء يتم تحت إشراف الأمم المتحدة وفي رقابتها وحماها.

          سيادة الرئيس

          لابد للأمم المتحدة في ذلك كله وفي غيره وعلى الأخص في مشكلة التمييز العنصري المقيت، وفي أمر كفاح الشعب العربي في عمان والمحميات في شبه الجزيرة العربية، أن تذكر وجودها حتى تفرض هذا الوجود باعتباره المفهوم الوحيد للسلام القائم على العدل.

          وهنا أستأذن الجمعية الموقرة في الاستطراد إلى ملاحظتين تتعلقان بمظاهر وجود الأمم المتحدة.

          الملاحظة الأولى، أننا نحس في بعض الأحيان، أن ثمة محاولة من بعض الدول الكبرى إلى اعتبار الأمم المتحدة أداه لها في الحرب الباردة، وذلك، لو كان هذا الإحساس ينطبق على الواقع، وهم ينبغي العدول عنه.

<7>