(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

          المقاومة الشعبية دي لها أساليب كبيرة وأساليب كثيرة، وحينما بنتكلم عن النضال العسكري نتكلم عن قواتنا المسلحة ونتكلم عن المقاومة الشعبية. في كل قرية وفي كل مدينة من الرجال والنساء ولابد أن تكون هناك تعبئة عامة.

          وزي ما بنقول من الضروري علينا أن نعيد البناء الشعبي والعسكري لقوى الوطن المصري. سوف أبدأ بالحديث عن إعادة البناء المصري.

          ولابد أن نسلم أن البناء المصري هو القاعدة الأساسية للمقاومة وهو جبهة الصمود وهو طلائع التقدم.

          أول حاجة من الحاجات اللي أنا اتكلمت عليها النهاردة هي الناحية العسكرية، وارجوا أن تقدروا إنني لا أستطيع أن أفيض في تفاصيلها، كل اللي أقدر أقوله هو أننا نعيد تنظيم قواتنا المسلحة ونعيد تدعيم قدرتها وفاعليتها. وأشير هنا إلى عدة نقط مهمة ومهمة جداً في معركتنا:

أولاً: إن قواتنا المسلحة هي طلائع شعبها في كل معركة، ده دور القوات المسلحة وسوف يظل دورها، ولهذا فإن قوة القوات المسلحة هي قوة الوطن وكرامتها كرامته وشرفها شرفه.

ثانياً: إن الرجال من قواتنا المسلحة قاموا بأعمال خارقة وقدموا تضحيات لا مثيل لها، حاربوا بدون طيران، والعدو كان عنده طيران، وكان متفوق في الطيران. وإذا كانت ظروف النكسة لم تسمح لبطولات رجالنا بأن تظهر بالقدر الكافي، فإنني أعلم علم اليقين أن الكثيرين منهم كتبوا بدمائهم صفحات مشرفة في تاريخ هذا الوطن ولمجد هذا الوطن.

ثالثاً: إن قواتنا المسلحة لا تستطيع أداء دورها على الوجه الأكمل بغير تلاحم كامل بين الجيش والشعب وهذا التلاحم لم يكن ضرورياً في أي يوم من الأيام مثل ما هو ضروري الآن.

          أنتقل إلى الناحية الشعبية:

          لقد تحملت مسؤولية الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي العربي مدركاً أن مجال التنظيم السياسي الشعبي سوف يكون له دور حاسم في المعركة، ولابد أن نجدد حتى ونحن وسط المعركة قوة ونشاط التنظيم الشعبي، وكان من المقرر من قبل ظروف الأزمة أن يتم تشكيل اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي مع العيد الخامس عشر للثورة، ولا أرى أن الأزمة ينبغي أن تؤخر هذا القرار، بل أنها تفرض الإسراع فيه.. إنه من الضروري أكثر من أي وقت آخر توسيع نطاق القيادة في الاتحاد الاشتراكي العربي، وإذا كان الاتحاد الاشتراكي هو التنظيم الممثل لتحالف قوى الشعب كلها فإن قيادته لا يمكن أن تكون حكراً على عدد بعينه من الأفراد، ولذلك فإنني آمل أن يتم تشكيل اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي خلال أيام وآمل أن تضم

<13>