إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

          كان هناك وسوف يكون هناك دائماً إيمان بالنضال المشترك وبالمصير المشترك. ولذلك فقد كان محتماً علينا أن نتحرك عملياً لمواجهة الخطر على سوريا، خصوصاً وأن تصريحات القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل في هذا الوقت وتهديداتهم العلنية لسوريا، وقد أشارت إليها الصحافة وأشير إليها صراحة في الأمم المتحدة، لم تترك لأحد فرصة الشك في أية معلومات. وبهذا أيضاً لم تترك لأحد فرصة الانتظار أو التردد.

المسألة الثانية: أننا عندما قررنا التحرك، نتجت عن تحركاتنا آثار عملية. أول حاجة إننا طلبنا سحب قوة الطوارئ الدولية. بعدين أعدنا تطبيق حقوق السيادة المصرية على خليج العقبة، وكان ذلك من الأمور التي ألح عليها إخواننا العرب دائماً وطالبونا بها.

          ومن الطبيعي كانت لهذه الآثار نتائج كبيرة في المنطقة، وفي العالم.

المسألة الثالثة: إننا بتحركنا وأخذنا المبادأة لدفع الخطر عن سوريا كنا ندرك أننا، خصوصاً من وجهة النظر الدولية، أن نبدأ بالضربة الأولى في معركتنا المسلحة.

          ولو كنا فعلنا ذلك لكنا قد عرضنا أنفسنا لعواقب وخيمة تزيد عما كان في مقدورنا احتماله. ولقد كان أول ما سوف نواجهه هو عمل عسكري أمريكي مباشر ضدنا يجد الحجة والعذر من أننا أطلقنا الرصاصة الأولى في المعركة.

          وأريد في هذا الصدد أن ألفت نظركم إلى نقاط هامة:

أول نقطة: التحذيرات الأمريكية، ويمكن قرأتم عن هذه التحذيرات الأمريكية ولكن مستشار الرئيس الأمريكي جونسون طلب سفيرنا في وقت متأخر من الليل في واشنطن، وقال له إن في معلومات عند إسرائيل إنكم هاتهجموا. وقال إن ده يعرضنا لوضع خطير وناشدنا ضبط النفس. وقالوا أنهم أيضاً يعملوا نفس الشيء مع إسرائيل من أجل ضبط النفس. والرسائل اللي جت لنا من الرئيس الأمريكي جونسون اللي بيتكلم فيها عن الأمم المتحدة ويناشدنا فيها ضبط النفس.

النقطة الثانية: وأيضاً يمكن اتكلمت عليها قبل كده إن السفير الروسي أيضاً في اليوم التالي طلب مقابلتي وبلغني رسالة من رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي يطلب منا فيها ضبط النفس ويبلغني رسالة بعتها لرئيس وزراء إسرائيل ويقول في رسالته إن أي عمل من ناحيتنا يعرض العالم لأخطار كبيرة.

النقطة الثالثة: المجتمع الدولي كله كان يعارض البدء بالحرب، وكان حديث الرئيس الفرنسي الجنرال ديجول واضح في أن فرنسا سوف تبني موقفها على أساس أن من يبدأ بإطلاق الرصاصة الأولى.

<4>