إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

المسألة الرابعة: إننا تعرضنا لخديعة دبلوماسية، لعملية تضليل سياسي خطيرة- لم نتصور أن تقدم عليها دولة كبرى أو قوة كبرى- الخديعة السياسية كانت من أمريكا- خطابات الرئيس الأمريكي ومناشدات الرئيس الأمريكي- وطلبوا مننا إن إحنا نتعاون مع السكرتير العام للأمم المتحدة- وكلامه إنه مستعد إنه يبعث نائب الرئيس وانه مستعد يبحث معانا كل الأمور والوسائل التي تخرج العالم كله من الأزمة- جه الأمين العام للأمم المتحدة- تعاوننا مع الأمين العام للأمم المتحدة إلى أقصى حد- طلب مننا مهلة وإحنا وافقنا بالنسبة لخليج العقبة، وقال إنه هوه عايز هذه المهلة لكل الناس علشان تستطيع أن تتنفس وتتدبر أمورها- النقطة الأولى إن مفيش سفن إسرائيلية تمر في مضايق تيران- ومفيش شحنات استراتيجية أيضاً لإسرائيل تمر بالمضايق- وفي نفس الوقت إحنا مانمارسش عملية التفتيش. قبلنا هذا الموضوع واعتبرناه حل من السكرتير العام للأمم المتحدة بحيث يدي مهلة من الوقت للجميع ليبحثوا الموضوع.

         بعد كده وصل مبعوث للرئيس الأمريكي هنا وقال اتكلم المبعوث على أساس أن أحد نواب الرئيس يسافر إلى أمريكا، وأنا وافقت على كده على أساس إنه يقابل الرئيس جونسون ويشرح له موقفنا. وبعت بعد كده للرئيس الأمريكي وقلت له إن إحنا بنرحب بزيارة نائب الرئيس الأمريكي، ولكني في نفس الوقت مستعد إن أنا أبعث نائب الرئيس زكريا محيي الدين إلى واشنطن علشان يقابلك ويشرح لك وجهة النظر العربية. طبعاً في اليوم التالي جه لي الرد انهم بيرحبوا بسفر زكريا محيي الدين إلى واشنطن لمقابلة الرئيس الأمريكي وطلبوا مننا تحديد الموعد. حددنا الموعد يوم الثلاثاء 6 يونيه، وكلنا نعرف إن العدوان بدأ يوم الاثنين 5 يونيه- معنى ده إيه؟ معناه إنه كان فيه نشاط سياسي ودبلوماسي واسع المدى، وكان يحق لنا معه أن نتصور أن الانفجار لن يجئ سريعاً.

المسألة الخامسة: مع ذلك وبرغم ذلك كنا غير مطمئنين لهذا كله، وكنا ندرك أن شيئاً يدبر وأنه لن يتأخر- وكان باين إنه في حاجة تدبر ضدنا- والحقيقة أنا في إحساسي كنت أشعر دائماً من سنتين إنه في شئ سيدبر ضدنا من أيام قطع المعونة الأمريكية ومن أيام التهديدات التي وجهتها لنا أمريكا بان إحنا لا نسلح جيشنا ولا نكبر جيشنا ولا نسير في التطوير الفني ولا التطوير العسكري. لما حشدنا القوات في تقديري كان احتمال الحرب بالنسبة ليه 20%- وقبل غلق خليج العقبة عملنا اجتماع للجنة التنفيذية العليا.

         كان هذا الاجتماع عادي في البيت وبحثنا موضوع غلق خليج العقبة.. الاجتماع ده كان يوم 22 مايو وقلت لهم في هذا الاجتماع إن احتمالات الحرب (50%)، واجتماع آخر قلت إن احتمالات الحرب (80%). وفي اجتماعنا في اللجنة التنفيذية العليا كلنا كان من الواضح أن عملنا عمل دفاعي وأننا لن نقوم بالهجوم إلا إذا حصل عدوان على سوريا وإننا نكون على وضع الاستعداد في هذا الاجتماع. محدش أبداً اتكلم على الهجوم على إسرائيل، مكنش فيه أبداً أي فكرة إن إحنا هنقوم بعمل هجومي على إسرائيل. وزي ما وضحت من الأول اللي كان باين من كل تحليلاتنا إن أي عمل هجومي على إسرائيل هيعرضنا لمخاطر كبيرة. أول هذه المخاطر هجوم أمريكا علينا نظراً للتصريحات اللي أعلنتها أمريكا وقالت فيها إنها تضمن حدود الدول في هذه

<5>