إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

المنطقة، وكان باين لينا إن أمريكا لما بتقول إنها تضمن حدود الدول في هذه المنطقة ولا تسمح بأي تغييرات في هذه المنطقة مكنتش أمريكا تقصد بهذا أبداً الدول العربية، ولكن أمريكا كانت تقصد بهذا إسرائيل، كانت تقصد إن إذا حصل عدوان على إسرائيل، إن أمريكا هتنفذ التصريح اللي قاله الرئيس كيندي قبل كده إن أمريكا تضمن للجميع الحدود في هذه المنطقة. على هذا الأساس مكنش فيه أبداً أي بحث عن موضوع البدء بالهجوم على إسرائيل، ولكن عمليتنا كلها في القيادة المشتركة كانت عملية دفاعية وكان حشدنا في تقديرنا في هذا الوقت هي عملية ردع حتى لا تقوم إسرائيل بالعدوان على سوريا.

          في يوم 23 مايو أعلنا إغلاق خليج العقبة بالنسبة للسفن الإسرائيلية. بعد كده التغيرات السياسية اللي تمت في إسرائيل في بداية شهر يونيه ومع متابعتنا لما يجري هناك أصبح احتمال الحرب 100%.

          معنى هذا إيه؟ معناه إن إحنا مكناش أبداً مطمئنين لكل العمليات الدبلوماسية والسياسية اللي بتعملها أمريكا، وكنا أيضاً ندرك إن فيه شئ يدبر وأن هذا الشيء لن يتأخر. في يوم الجمعة 2 يونيه ذهبت بنفسي إلى القيادة العليا للقوات المسلحة وحضرت اجتماع حضره كل المسئولين العسكريين الكبار في القوات المسلحة، وأبديت في هذا الاجتماع وجهة نظري قبل ما أسمع شرحهم للموقف.

          وقلت في هذا الاجتماع يوم الجمعة 2 يونيه إنه لابد لنا أن نتوقع ضربة من العدو في خلال 48 ساعة إلى 72 ساعة لا تتأخر عنها أبداً، على أساس كل ما كانت تشير به دلائل الحوادث والتطورات.

          وقلت أيضاً في هذا الاجتماع إنني أتوقع أن يكون العدوان يوم الاثنين 5 يونيه وأن الضربة الأولى ستوجه إلى قواتنا الجوية. وكان موجود في هذا الاجتماع قائد القوات الجوية.

          معنى هذا إيه؟ معناه إن إحنا مكناش مستهينين بالموقف نتيجة كل العمليات الدبلوماسية والاتصالات وإرسال الأمين العام للأمم المتحدة وموافقة جونسون على إن زكريا محيي الدين يروح، ولكن كان من الواضح جيداً لأي حسبه سياسية أن إسرائيل لابد أن تقوم بعمل عسكري، خصوصاً بعد تحرك القوات العراقية وأيضاً بعد ما دخلت الأردن اتفاقيات الدفاع المشترك.

بعدين المسألة السادسة: بعد ما حدث إنه من الضروري أن نسلم بأمانة وكرامة أن المعركة المسلحة لم تسر كما كنا نتوقع وكما كنا نتمنى، ولقد جاءت مصداقاً للحكمة القائلة بأنه لا يغني حذر من قدر.

          ولست أريد الآن أن أتحدث عن الأسباب ولا أرضى لنفسي ولا لهذا الشعب أن نقوم والمعركة ما زالت مستمرة بتوزيع المسئوليات، هذا موضوع يملكه تاريخ شعبنا ونضاله. ولكني أستطيع أن أقول راضياً وبطيب خاطر وبضمير مستعد للحساب في أي وقت، أنه مهما كان ويكون فإن المسئولية أولاً وأخيراً يجب أن تقع علي، ولقد قلت هذا الكلام في خطابي إلى الأمة يوم 9 يونيه الماضي، وأقوله الآن وسوف أظل أقوله متحملاً

<6>