(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

بجميع نتائجه راضياً بأي حكم يترتب على ذلك. ولقد كان هذا دافعي في حقيقة الأمر إلى قرار التنحي في 9 يونيه.

          كنت أريد أن أتحمل المسئولية وأمضي وكنت أريد أن يعرف أعداء الشعب المصري وأعداء الأمة العربية أن المسألة ليست عبد الناصر ولا مطامع عبد الناصر كما يقولون، إن نضال الشعب المصري بدأ قبل عبد الناصر وسوف يمضي بعد عبد الناصر.

          والأمة العربية سعت إلى وحدتها قبل عبد الناصر وستسعى بعد عبد الناصر. ولقد كنت أقول دائماً وما زلت أقول إنني لست قائد هذا الشعب، وقصارى ما يمكن أن أتمناه لنفسي من شرف أن أكون تعبيراً عنه في مرحلة معينة من نضاله المستمر قبل أي فرد وبعد أي فرد.

المسألة السابعة: تتعلق بالدور الأمريكي الكثير من الدور اللي لعبته أمريكا ما زال غامضاً والقليل منه هو الذي نعرفه.

          حرب سنة 56 أسرارها كلها ماعرفتش إلا السنة اللي فاتت نشرت السنة اللي فاتت بعد عشر سنين. حرب سنة 67 مش حانقدر نعرف أسرارها كلها دلوقت حانعرف أسرارها بعد سنوات. ولكن أمريكا لعبت دور في هذا العدوان. الكثير من هذا الدور ما زال غامض ولكن فيه بعض حاجات عرفناها. فيه أسئلة كثيرة اللي عرفناها. إيه معنى الدور السياسي والدبلوماسي اللي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية قبل المعركة، الجوابات وطلب ضبط النفس وتهديدنا بأن أي عمل مننا قد يعرض المنطقة كلها للمخاطر وعرض إرسال نائب الرئيس الأمريكي إلينا للكلام في الموضوع والموافقة على سفر زكريا محيي الدين إلى واشنطن لمقابلة جونسون للكلام في الموضوع ومحاولة الوصول إلى حل. كل ده حصل قبل العدوان قبل المعركة، كان خديعة، خديعة لحساب مين، علينا أن نتساءل. طبعاً خديعة لحساب العدوان الإسرائيلي الاستعماري. خديعة لحساب خطة أمريكية وضعت ودبرت لنا، وأقول من سنتين الغرض منها القضاء على الأنظمة الثورية الحرة اللي ما تسمعش كلام الدول الكبرى واللي ما ترضاش تقعد في مناطق النفوذ. إيه معنى الدور اللي قام به الأسطول السادس في الأيام القليلة السابقة للمعركة قرب شواطئنا وقرب حدودنا. إيه هي الأسلحة اللي شحنت لإسرائيل في فترة ما بين الأزمة إلى يوم العدوان. إيه عدد الطائرات اللي وصلتها، ما هو عدد المتطوعين من الطيارين، ما هو التفسير لقوة الطيران الضخمة التي عمل بها العدو على الجبهات العربية جميعاً.

          كانوا بيهاجمونا في مصر وبيهاجموا الأردن وفي نفس الوقت بيهاجموا سوريا وفي نفس الوقت بيبعتوا طيارات تهاجم مطارات العراق. ليلة 7 يونيه اتصل بي الملك حسين بالتليفون الصبح قرب الفجر وقال لي إن فيه 400 طيارة بتهاجم الجبهة الأردنية وإن أجهزة الرادار اللي عنده تبين هذا العدد الكبير من الطائرات. منين جت هذه الطائرات؟ ما هو التفسير لدور باخرة التجسس الأمريكية ليبرتي. كلكو قرأتم في

<7>