إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة العيد الخامس عشر لثورة 23 يوليه

والصحف الأمريكية هذه الأيام مليانة بأنباء تقول أن الموضوع كان مثار مناقشات على أعلى المستويات في أمريكا- اتقال في الصحف الأمريكية واتقال في مجلة لايف الأمريكية إن إسرائيل عرضت على الرئيس الأمريكي رأيها في أن تقوم بالهجوم وقالت أنها تشعر بالتفوق- واتقال أيضاً في الصحف الأمريكية أن الرئيس الأمريكي أخذ رأي رئيس الأركان الأمريكي وأخذ رأي مدير المخابرات الأمريكي وانهم وافقوا، وبهذا صرح لإسرائيل وسمح لإسرائيل إنها تقوم بالهجوم وتقوم بالعدوان- في نفس الوقت أخذت إسرائيل ضمانات من أمريكا بأن إذا العرب دخلوا إسرائيل فيتصدى لهم الأسطول السادس- إذا إسرائيل دخلت الحرب العالمية الثانية أمريكا ستساند إسرائيل- نشر هذا الكلام في الجرايد ونشر هذا الكلام في الصحف. وأشكول رئيس وزراء إسرائيل قال : أنه يشكر الرئيس الأمريكي لأن الرئيس الأمريكي قال له إن الأسطول السادس موجود علشانكم وموجود علشان يساعدكم، وانه رد عليه بدلال على الرئيس الأمريكي وقال له إني أخاف في الوقت اللي إحنا قد نكون معرضين فيه للخطر تكون مشغول بمسائل فيتنام أو تكون في إجازة نهاية الأسبوع- في المزرعة بتاعتك- في تكساس، ولكن الرئيس الأمريكي أكد له وطمنه على أن الأسطول السادس حيحميهم إذا دخل العرب داخل الحدود الإسرائيلية. المقالات دي والكلام ده كله طلع في الجرايد. الحكايات دي كلها طلعت في الصحف. إذن أمريكا لم تفاجأ بالعدوان- إذن كان هناك تواطؤ بين أمريكا وإسرائيل. دي كلها الحقيقة موضوعات الواحد بيسأل نفسه فيها- وطبعاً مفيش جواب مقنع إلا أن أمريكا تواطأت مع إسرائيل وأمريكا اللي أعلنت قبل الحرب إنها متمسكة بتصريح كيندي اللي يضمن الحدود في كل هذه المنطقة- لم تكن تعني بهذا الحدود العربية، ولكنها كانت تعني بهذا حدود إسرائيل. وأمريكا طمنت إسرائيل على حدودها ولكن أباحت لإسرائيل أن تنتهك حرمة الأراضي العربية. وأمريكا طلبت مننا إن إحنا نضبط نفسنا وإن إحنا ندي فرصة للتنفس، وفي نفس الوقت سمحت لإسرائيل بالعدوان- أنا قلت قبل بدء القتال- نحن لا نريد أن نكون في حرب مع أمريكا- فيه بعض الناس يمكن أخذوا علىّ في مؤتمري الصحفي اللي قلته قبل المعركة وقبل القتال- إن أنا كررت أكثر من مرة إن أمريكا أقوى وأغنى دولة في العالم، وده أمر صحيح لا يجدي إنكاره- المواقف السياسية لا يمكن أن تبنى على الأوهام أو على خداع النفس، وإنما تبنى على الحقائق- وحين أقول إننا لا نريد ولا نقدر على حرب مع أمريكا، فأنا مش شايف في هذا عيب ولا فيه ضرر، لا نريد ولا نقدر أن نحارب أمريكا، ولكن ذلك لا يمكن أن ينزع منا تصميمنا على الحرية ولا يمكن أن ينزع إرادة الثورة مننا ولا يمكن أن ينزع أملنا في مستقبل نبنيه وفق مشيئتنا ومصالح شعبنا، مهما كانت الظروف ومهما كانت الضغوط ومهما بلغت أمريكا في طغيانها ضد حركة التحرر الوطني والثورة الوطنية.

          من سنتين جالي يقابلني وكيل الخارجية الأمريكية ومعاه رسالة من جونسون وقال لي بما أنكم ما قبلتوش الحاجات اللي إحنا طلبناها منكم قبل كده حق التفتيش، وأنا قلت لكم القصة دي قبل كده انهم طلبوا حق التفتيش بالنسبة للأعمال الذرية، حق التفتيش بالنسبة للصواريخ، وتحديد الجيش المصري بحد معين. وإحنا كنا رفضنا هذا وقلنا لا يحق لأمريكا أن يكون لها حق التفتيش.

<9>