إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الرئيس جمال عبد الناصر في مستقبليه إثر وصوله إلى مطار الخرطوم للاشتراك بمؤتمر القمة العربي

كلمة الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في مستقبلية إثر وصوله إلى مطار الخرطوم
للاشتراك بمؤتمر القمة العربي
الخرطوم: 29 أغسطس 1967
الأهرام، القاهرة: 30 أغسطس 1967

أيها الأخوة:

          إنه لشرف لي أن أجئ مرة أخرى إلى وطن الشعب السوداني الشقيق والحبيب المناضل والبطل وأن أعيش معه، على أرضه ووسط اهتمامه وتحفزه، مشهداً آخر من مشاهد المعركة المستمرة من أجل الحق العربي والشرق العربي، وهي معركة قد تتغير مشاهدها لكن يبقى هدفها دائماً واحداً وهو تحقيق النصر، مهما كانت المصاعب ومهما غلبت التضحيات ومهما طال المدى.

          وفي الحقيقة أيها الأخوة، فإني في انتقالي من القاهرة إلى الخرطوم لا أشعر أنني ابتعدت على الإطلاق عن قلب المعركة، فإن الشعب السوداني منذ بدء الأزمة ألقى بثقله كله وأعطى كل طاقته لقوى المقاومة والتقدم. إن الشعب السوداني وحكومته الوطنية انتقلا إلى قلب المعركة، أو نقلا المعركة إلى قلب الوطن السوداني منذ الدقيقة الأولى.. وكان ذلك دعماً عظيماً وشجاعاً.

          ولقد جئت اليوم إلى هنا كما تعلمون تلبية لمبادرة كريمة من حكومة السودان، رأت معها أن الأزمة تقتضي عقد اجتماع على مستوى القمة العربية لمحاولة حشد جهد عربي شامل لمواجهة عدو تؤيده وتؤازره قوى هائلة وضارية، لابد معها لكل الإمكانيات العربية أن تتحرك لكي تؤدي دورها في معركة المصير العربي. وإذا كانت هذه المبادرة قد أتاحت لي شرف اللقاء مرة أخرى بالشعب السوداني في وطنه، فإنها في نفس الوقت تضع موضع الاختبار استعداد مصر غير المحدود وغير المشروط لأي محاولة يمكن أن تلوح من ورائها بادرة أمل في أن تكون للقوة العربية فعاليتها الحقيقية والمطلوبة.

          ليس هناك مكان لا نذهب إليه من أجل هذه المحاولة، وليس هناك تردد في القيام به في سبيلها، وليس هناك اعتبارات مهما كانت تفوق في نظرنا أمل العربي الشامل إذا كانت هناك فرصة له، وإذا كانت الاجتماعات

<1>