إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) كلمة الرئيس جمال عبد الناصر في مستقبلية إثر وصوله إلى مطار الخرطوم للاشتراك بمؤتمر القمة العربي

التمهيدية التي كان من عملها الإعداد لهذا الاجتماع على مستوى القمة العربي لم تحقق ما كنا نرجوه منها، فإن ذلك أيضاً لا يثنينا عن التمسك بالمحاولة إلى آخرها، لأن التحدي الذي تواجهه الأمة العربية أكبر بكثير من كل الرئاسات ومن كل العروش.

          كما أن العاصفة الاستعمارية التي هبت على وطن الأمة العربية كله ابتداء من 5 يونيه لابد لها أن تهز من الأعماق أوضاعاً كانت سائدة قبلها، وقد تشكلت بالتالي نقط تحول في العمل العربي.

          ولقد جئنا إلى هذه المحاولة ونحن نعلم أن إخواناً أعزاء علينا يرون مقدماً بعدم جدواها، ولكننا آثرنا مهما كانت الاعتبارات أن نجئ.

          وإننا لنتمنى من كل قلوبنا أن يتحقق "ما يتصوره البعض حتى من إخواننا بعيد المنال"، لكننا سوف نحاول بشرف وسوف نحاول بإخلاص وبثقة في وحدة النضال العربي، ووحدة المصير العربي التي لا تتزعزع، على أنه مما يوفر أقصى ضمانات النجاح أن تكون جماهير الأمة العربية كلها وراءه بالمتابعة الواعية وبالاهتمام الواسع.

          ومن حسن الحظ أن هذه المحاولة تجرى على أرض هذا الشعب السوداني العظيم، الذي أثبت في كل الظروف مقدرة فائقة وإخلاصاً متفانياً لقضايا الثورة العربية. ولست أريد أيها الأخوة أن أدعوكم إلى أن تحيطوا هذا المؤتمر بكل ما تملكونه من إرادة وعزم وبصيرة صادقة، لأنكم أنتم أيها الأخوة أصحاب الدعوة، وأنتم المسئولون عنها، وأنتم هنا الرمز الحي والضخم لكل أمتكم العربية ولتصميمها ولعزمها الأكيد.

          والسلام عليكم أيها الأخوة، ليكن الله معكم سنداً وعضداً لتقوموا بدوركم التاريخي في محاولة تتعلق بها إلى حد كبير تطورات هامة في وطننا العربي في ظرف من أدق ما واجهته أمتنا العربية.


<2>