إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

نفسه ويقضي على الانفعال حتى نستطيع أن نجتاز المرحلة اللي إحنا عيشينها، يجب أن نملك أنفسنا ونخرج من دور الانفعال إلى دور الفعل.. بالنسبة للتفكير وبالنسبة للتخطيط وبالنسبة للتنفيذ وبالنسبة للمراجعة المستمرة لكل خطوة لأن إحنا في هذه المرحلة وفي هذا الوقت في ظروف لا تحتمل تراكم الأخطاء، ده الجزء الأول في الاستعراض.. الجزء الثاني هو كان لابد للعمل أن نبدأ بالقوات المسلحة، وزي ما انتم عارفين اتخذت قراراً بتغيير كل القيادات في القوات المسلحة وبدأت عملية إعادة تنظيم القوات المسلحة عملية من أصعب ما يكون في ظروف من أصعب ما يمكن أن نتصور لم يكن الأمر مجرد تغيير قيادات كان التغيير في القوات المسلحة أبعد وأعمق كانت هناك بعض العناصر التي استغلت الوضع السياسي للقوات المسلحة كانت هناك بعض العناصر تريد أن تتخذ من الوضع السياسي للقوات المسلحة مركز من مراكز القوة، هناك بعض العناصر كانت تقيم من نفسها طبقة عازلة فوق القوات المسلحة هناك ظروف سمحت لها بذلك ولابد أن نضع هذه الظروف في إطارها التاريخي الدقيق لا ننسى أن القوات المسلحة كانت أداة تحقيق الثورة الشعبية وذلك دور ليس بالدور السهل وله نتائج من أبسط هذه النتائج احتمال ظهور مثل هذه الطبقة. طبعاً وأنا بأتكلم النهاردة هذا الكلام هيتساءل ناس ويمكن انتوا تتساءلوا وتقولوا طيب يا جمال يا عبد الناصر إزاي سبت الأوضاع بهذا الشكل قبل النكسة، في ناس في البلد متصورة إن جمال عبد الناصر لما يقول شئ أو لما يعوز شيء لازم ينفذ هذا الشيء في الحال. ولابد أن ينفذ الشيء في الحال، الناس مبتعرفش إيه المداخل وإيه اللي بيجري في الكواليس مش بالنسبة لينا إحنا بس بالنسبة لكل دول العالم الصراعات بتكون موجودة باستمرار والاتجاه إلى مراكز القوى بيكون اتجاه قائد ثم وجود مراكز للقوى ووجود إرادات مختلفة في هذا النظام أو في أي نظام، طبعاً ده أيضاً كان موجود سنة 62، حاولنا إن إحنا نتغلب على هذا بإن إحنا عملنا مجلس رياسة وغيرنا النظام، ولكن لم نستطع أن نتغلب وكنا في كثير من الأمور بتكون الحلول الوسط هي الحلول اللي تمكن من السير بسلام وتجنب اصطدامات قد تكون لها أضرار بليغة.

          وأنا قبلتني مشكلة بعد يوم تسعة وعشرة، الحقيقة إن أنا الكلام اللي قلته يوم (9) إن أنا أمشي، يمكن أنا أيضاً كنت أناني، فيه إن أنا لو مشيت يوم (9) وتنحيت أيضاً يوم (9) بالإضافة إلى الأسباب اللي أنا قلتها كنت كانسان وكبشر هستريح جداً، ولكن بعد يوم (10) وبعد عودتي يوم عشرة أنا صممت على إن أنا مش هقبل الحلول الوسط وإني سأواجه كل المشاكل بالطريقة اللي أعتقد إنها الطريقة الصحيحة السليمة اللي يجب إن أنا أواجه بيها المشاكل حتى لا تتكرر بعض المآسي اللي حصلت وشفنا نتائجها يوم تسعة.

          ولكن ده أيضاً مريحنيش دخلني في مشاكل لا أول لها ولا آخر، بعد يوم عشرة وكان أول مشكلة دخلتها بعد يوم عشرة يوم (11) متعرفوش انتوا إيه اللي حصل يوم (11)، ولكن يوم (11) حصلت مشاكل في القوات المسلحة بعد صدور أو اللي نتج عنها صدور قراري بتعيين القائد العام الجديد وقبول تنحية جميع القيادات اللي كانت موجودة في هذا الوقت، وكنت أعتقد إن أنا مقدرش أبدي حل وسط في هذا الموضوع، لأن أي حل وسط كان سيكرر المآسي وكان لابد إن إحنا نمشي بعد هذا في القوات المسلحة بدون حلول وسط،

<10>