(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

          ورغم هذا ورغم موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاهنا، المعركة هي معركة مصير ونحن لا نستطيع أن نواجه هذه المعركة بالغضب وحده. إن إحنا نغضب، إن إحنا نزعل. على هذا الأساس رياض كان يقابل راسك وزير خارجية أمريكا ويقابل جولدبيرج ممثلهم في الأمم المتحدة.

          رفعوا الحظر عن سفر رعاياهم لبلدنا وإحنا أصدرنا بيان رحبنا بهذا.

          معركتنا في العالم ليست معركة سهلة ولا يمكن أن نقف جامدين ولا نقبل أي قيد على حركتنا إلا القيد الذي تفرضه مبادئنا، وهذه لا نفرط فيها مهما كان الثمن ولو فرطنا فيها لم يكن هناك داع لأي معركة أو معارك ما خلا مبادئنا. نحن على استعداد للتحرك في كل اتجاه.

          والآن أين نجد أنفسنا في هذا الموقف الراهن في كل الميادين، نحن نواصل تحركنا. هناك ميدان هام يتحرك أكثر من غيره هذه الأيام هو المجال السياسي. وأريد أن أكون واضحاً معكم وأمام أمتنا العربية كلها.

          هناك مبدأ أساسي أؤمن به ولم يتغير إيماني به:

          إن ما يؤخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. هذه قاعدة.

          بتفكروني بتصفيقكم ده برضه بجواب قريته من ثلاث أيام. واحد باعت لي جواب بيقول لي باين عليك خايف، اللي ملاحظينه الأيام دي ما بتتكلمش زي عوايدك.. الموضوع ماهواش موضوع خوف. أنا بأقول لأخينا اللي بعت الجواب ده إن أنا مش خايف ومش موضوعي أنا إني أنا أخاف، لو كان الموضوع شخصي كان يبقى الموضوع بسيط. الموضوع أكبر من هذا. وعلى هذا بأقول لكم لابد أن ندرك أن القوة درجات تبدأ من قوة العمل السياسي وتتصاعد حتى تصل إلى قوة العمل العسكري.

          العمل السياسي استعمال نوع من أنواع القوة أو درجة من درجاتها والعمل العسكري تصاعد بالقوة إلى أعنف درجاتها.

          وأريد أن أقول إن أحدهما ليس بديلاً عن الآخر. والخط الفاصل بينهما ليس كالصراط المستقيم، أي إننا يمكن أن نجرب في العمل السياسي وفي نفس الوقت نستعد للعمل العسكري إذا أصبح هو السبيل المطلوب.

          وفي نقطة العمل السياسي والعمل العسكري أريد أن أحدد موقفنا باختصار ولكن بوضوح. وأرجو ألا أضطر إلى ذكر تفاصيل كثيرة.

          نحن أولاً وقبل كل شيء نحتاج إلى وقت لإتمام استعدادنا العسكري.

<20>