إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

          في ذلك الوقت لم نكن قد استعدنا جزءاً مؤثراً من قوانا. جاءت بعد ذلك الدورة العادية للأمم المتحدة. وفي الحقيقة أننا لم نكن في لهفة على قرار من الأمم المتحدة سواء من مجلس الأمن أو من الجمعية العامة. ولكننا في نفس الوقت لم نكن نهدف إلى العرقلة وإلى تجميد الأمور.

          أهم شيء بالنسبة لنا كان أن يزداد التقدم في قوتنا العسكرية ذلك هو الميزان الحقيقي في أي شئ، استعدادنا للمقاومة الذي يحدد مدى الضغط علينا وإمكانية نجاح هذا الضغط، في الدورة العادية لم نكن في لهفة ولم نكن نعرقل. كنا نتعاون في العمل السياسي مع الكل ومع أصدقائنا على وجه التحديد، فمرت مناقشة الجمعية العامة، ثم طلبنا مناقشة أزمة الشرق الأوسط أمام مجلس الأمن لكي نلفت نظر العالم إلى العدوان واستمراره.

          خلال الاتصالات اقترح أن يتولى الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن وضع مشروع، فتقدمت الهند بمشروع أسيوي أفريقي تسانده في بأخوية واضحة كل من نيجريا ومالي. المشروع في رأينا كان يحقق بعض الضمانات الأساسية.

          وأكرر دائماً أمامكم وأريد أن تعرف جماهير أمتنا العربية أنه ليس هناك ضمان كامل إلا استعدادنا لحمل السلاح في أي وقت دفاعاً عن المبدأ والأرض والحق.

          الدنمارك بعد هذه قدمت مشروعاً رفضناه على الفور. الولايات المتحدة قدمت مشروعاً رفضناه على الفور أيضاً، ثم جاءت بريطانيا بمشروع آخر حاول أن يوفق بين بعض النقاط الأساسية في المشروع الأسيوي الأفريقي وفي المشروعات الغربية. ومن وجهة نظرنا فإن هذا المشروع البريطاني ليس كافياً لإيجاد حل سليم للأزمة.

          ثم جاء المشروع السوفيتي الأخير الذي كان معقولاً ومتوازناً ومن الواضح أن الاتحاد السوفيتي أحسن صنعاً بتقديمه لأنه كان أداة ضغط على الأقل نجحت في إعطاء تفسيرات لمشروع القرار البريطاني الذي أقره مجلس الأمن.

          ومع أن التفسيرات التي أعطيت في جلسة مجلس الأمن أعطتها الهند قبل أن توافق على المشروع البريطاني، وأعطاها الاتحاد السوفيتي قبل أن يوافق، وأعطتها فرنسا أيضاً وعلى أساسها عرض المشروع للتصويت، وأقر من المجلس. مع أن هذه التفسيرات تحقق بعض الوضوح الذي كان لازماً للمشروع، فإن المشروع البريطاني يبقى في رأينا غير كاف.

          ومهما يكن فإنني مرة أخرى، وهذه نقطة لن أمل من الإشارة إليها- لن نستطيع الحصول على ضمانات إلا ما تقدمه قواتنا وإلا ما يقدمه استعدادنا لحمل السلاح. لقد ثبت أن العبارات الإنشائية لا قيمة لها.

<23>