إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

مليون عربي ماعبأوش قواهم- لا قواهم العسكرية ولا الاقتصادية- الكلام اللي بأقول عليه الآن يتطلب أول ما يتطلب تطويراً واسعاً في الجامعة العربية وتدعيماً كبيراً لها لتستطيع أن تقوم بدورها كمنظمة- وحدة اقتصادية وسياسية وثقافية فعالة. ومع أن هذه القضية تستحق الاهتمام، فإن القضية المباشرة وهي قضية إزالة آثار العدوان لابد لها أن تكون النقطة الأولى لأعمال المؤتمر المقترح- ماذا نفعل بقرار مجلس الأمن؟ في رأينا أن ذلك أطرح الموضوع لمناقشة عامة، وإن كان هو ليس مهماً في حد ذاته، ذلك أن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن لا يعني في حد ذاته شيئاً حتى لو كان المشروع الأسيوي الأفريقي هو الذي صدر حتى لو كان المشروع السوفيتي هو الذي صدر، فإن هناك فارقاً كبيراً بين القرار وبين الحل. وفي رأينا أن العبارات المحبوكة والغامضة التي تصاغ بها القرارات في الأمم المتحدة عادة ليست هي الأمر المهم، وإنما الأمر المهم هو ما الذي يحدث على الطبيعة فعلاً- هل تنسحب إسرائيل فعلاً من كل الأراضي التي جرى احتلالها في معارك يونيه أو لن تنسحب؟ هنا الحد الفاصل بين القول وبين الفعل، وفيما يتعلق بنا فنحن نعتقد بأن الوقت في صالحنا. وإذا لم يعطى لنا الوقت الكافي فإننا نطلبه لأنه لازم للضمان الوحيد الذي يعطي لأي عمل سياسي القوة الحقيقية- وأعني به درجة استعدادنا العسكري الهجومي.

          وأريد أن أقول أمامكم متحملاً المسئولية الكاملة لكل ما أقول أن إسرائيل ليس بالعدو الذي لا يقهر- تلك خرافة لا محل لها- أقول ذلك متمثلاً أمامي كل دروس النكسة، وأقوله بعد دراسة كاملة لكل ظروفها- ولقد كان تصورنا سبباً في الهزيمة أكثر مما كان سبب الهزيمة تفوقاً خارقاً يملكه العدو. لكننا يجب أن نحارب حرباً مختلفة- يجب أن نتلافى كل أسباب القصور وأن نعبئ كل قدراتنا وطاقاتنا وهي كافية وفعالة. وبرغم كل المناقشات التي كانت تدور في مجلس الأمن حول الحلول السياسية واحتمالاتها. فلقد كان اتفاقنا في مجلس الوزراء على ضرورة المضي بتحويل اقتصادنا كله ليكون اقتصاد حرب- ذلك أن أي مشروع قرار سياسي لا قيمة له كما قلت. الحد الفاصل هو ما يجري في الواقع وعلى الطبيعة، وأهو حصل مشروعات قرارات كثير من الأمم المتحدة، سنة 1947 وسنة 1948 وسنة 1949، ولم تنفذ هذه المشاريع. أي مشروع قرار سياسي تكون له قيمته في حالة واحدة، هي مدى القوة التي نستطيع وضعها لتدعيم حقنا، بل نحن نعتقد أن بلوغ مرحلة كافية من القوة قد يكون بديلاً عن استعمالها فعلاً، إن معركة إزالة آثار العدوان لا تنتهي بالنسبة لنا إلا بعد أن تزول آثار العدوان فعلاً- الوقت في صالحنا وليس في صالح العدو، نحن كما قلت نزداد كل يوم قوة، وأعتقد أن التحدي الحقيقي الذي نواجهه هو أن نمسك عن استعمال القوة حتى نستكمل كل مطالبنا منها- لا ينبغي أن يستفزنا العدو قبل اللحظة المناسبة التي نراها نحن مناسبة- إن العدو ضرب ضربته حين أراد وحيث أراد، ونحن مصممون على أن يكون لنا نحن هذا الحق- عندما تتطلب الظروف ولقد أظهرت التجارب أننا قادرون على العمل العسكري والمعركة البحرية التي جرت في المياه الإقليمية أمام بور سعيد تعطينا الدليل. العدو كان يتصور أنه يستطيع أن يفعل ما يريد وأرسل مدمرته ايلات تتفسح قدام بور سعيد، خرجت قوارب الصواريخ الصغيرة، وإيه اللي حصل في المعركة من أطقم صغيرة في هذه القوارب، استطاعت أن يغرقوا المدمرة الكبيرة اللي عليها أحدث المعدات الإلكترونية حسب التجديدات اللي قالوا عليها. حاربوا في

<25>