إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

الميدان وقاتلوا وأثبتوا أنهم موضع قدرة ليست محل شك، إيه اللي عمله العدو؟ اللي عمله العدو ضرب مصانع التكرير في السويس بالمدافع- جت ليه برضه جوابات وناس قالوا ليه انك انته خفت ترد على إسرائيل أما ضربوا إسرائيل في السويس وإن مدكور أبو العز كان عايز يضرب إسرائيل وانت مارضيتش علشان كده شلته- ما حصلش أبداً الكلام ده.

          هوه إحنا عندنا خطط للرد ولابد أن يكون عندنا خطط للرد إذا ضربونا نضربهم.

          ولكن امته نتصاعد بهذه الخطة؟ في رأي في هذا اليوم أن التصاعد ماكانش في صالحنا، كان غلط ولهذا قلنا إن بنخلي المعركة مدافع مع مدافع حددنا نطاق الرد- حصل للعدو خسائر كبيرة- ضربنا بالمدفعية هوه اللي خلى خسائرنا في مصانع البترول محدودة- قالوا إن الخسائر 80% والخسائر 100 مليون جنيه- هذا الكلام غير حقيقي- إحنا سكتنا في هذا الوقت ماكذبناش الكلام اللي اتقال غير حقيقي، وأنا مش عايز أقول الأرقام الصحيحة ومش عايز أتبرع بمعلومات مجانية للعدو، ولكن خسائرنا في السويس كانت محدودة، وذلك بفضل تدخل مدفعيتنا ضد مراكز مدفعية العدو- ده بيدي فكرة عن نوع حربنا وحرب العدو، إحنا حاربنا حرب عسكرية وهو بيحارب حرب إرهاب بالدرجة الأولى- فهه إحنا أخلينا عدد كبير من سكان السويس وعدد كبير من سكان الإسماعيلية، لأننا عارفين إن العدو ماسكنا من رقبتنا في السويس وفي الإسماعيلية وانه أما يحصل قتال بنا وبين قواته يقدر يوجه مدافعه إلى المدنيين ويموت عدد كبير من الناس، وبهذا يخلينا باستمرار نشعر بالضغط- علشان كده قررنا إن إحنا نهجر وهجرنا أعداداً كبيرة- وفي رأي أن المعارك لابد أن تدار عكس الأسس العسكرية السليمة وحدها، ولا يمكن أن نقبل إدارة المعارك باستراتيجية النوادي والحفلات ومقالات الصحف، لا يمكن بأي حال من الأحوال- أحدد نطاق المعركة وهذا هو الأمر السليم، عندما نقرر التصاعد بالعمليات فلا يجب أن نقبله على شروط العدو، وإنما نتصاعد بشروطنا وفي أنسب الظروف ملاءمة لخططنا- وكما قلت لكم فإن الوقت في صالحنا- قواتنا تزداد كل يوم- هذه نقطة مهمة- الأرض التي يحتلها العدو أكبر من قدرته على السيطرة فوقها.

          وإلى جانب ذلك فإن المقاومة الفلسطينية تشتد وهذا عنصر إيجابي له قيمته الآن في المعركة الشاملة- بنسمع من اليهود وبياناتهم انهم بيطاردوا أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، بيطاردوا أعضاء منظمة فتح- قبضوا على أفراد من أعضاء منظمة فتح وعلى قيادات- قبضوا على أفراد من الفدائيين الفلسطينيين- معنى هذا أن المقاومة الفلسطينية تشتد، والمقاومة دي حق واجب لكل واحد بلده احتلت، ومن الواجب علينا أن نفهم أن العدو يشن حملة حرب نفسية ضدنا على أوسع نطاق وعلى أحدث الأساليب، لكننا يجب أن ندرك من قبل هذه الحملات ومن بعدها كلها أن إسرائيل لن تستطيع أن تفرض إرادتها على الأمة العربية كلها، بل نقول أن إسرائيل لن تستطيع أن تفرض إرادتها على الشعب العربي في مصر. إن الشعب العربي في مصر بكل إمكانياته البشرية والاقتصادية والسياسية والعسكرية مصمم وسوف يحمل تصميمه

<26>