إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

ويؤكده بإذن الله على أرض المعركة وسوف ينتزع النصر مهما كانت المخاطر والصعاب- وإذا استطاعت الأمة العربية، وذلك ما نعتقده ونؤمن به، أن تواصل عملها الموحد على الأساس الذي بدأ في الخرطوم، فإن النتائج التي يمكن التوصل إليها تصبح في رأينا غير محدودة في أثرها وفعلها.

          نحن الآن نشاهد نهاية عصر الاستعمار في المنطقة العربية، عصر الاستعمار البريطاني في العالم العربي، وهذه معجزة استطاع النضال الثوري في جيلنا أن يحققه- حينما بدا جيلنا كان الوجود الاستعماري البريطاني يمسك بقبضته نواصي العالم العربي- تحطمت القبضة القوية- تحررت كل الشعوب وسقطت كل القواعد. ونحن نتمنى ونعمل وسوف نناضل من أجل أن يزول كل أثر للاستعمار القديم والاستعمار الجديد في وطن أمتنا العربية- بقية القواعد العسكرية الأجنبية يجب أن تزول- الاستعمار الجديد لا ينبغي له أن يحل محل الاستعمار التقليدي- نضالنا من أجل ذلك مستمر، لا يثنينا عن أي شيء، أما الحملات النفسية التي يقوم بها أعدائنا الاستعماريين أو إسرائيل من أجل فقدان الثقة في نفوسنا أو من أجل فقدان الثقة في قياداته أو من أجل الوقيعة بين الجيش والقيادة أو من أجل الوقيعة بين الشعب والقيادة أو من أجل التأثير على قوتنا في الصمود- أنا على ثقة أن هذه المعركة سنكسبها لأننا نكسبها بعون الله إذا أردنا أن نكسب المعركة العسكرية- إذا أردنا أن نكسب المعركة العسكرية لابد أن نكسب المعركة النفسية. النهاردة بيقولوا- بيكتبوا مقالات علشان يفقدونا ثقة في قواتنا المسلحة - ويفقدوا القوات المسلحة الثقة في الشعب- وقيعة بين الشعب وبين القوات المسلحة. هذه المعركة النفسية إحنا مش جداد عليها- إحنا علينا 15 سنة معركة نفسية، سنة 1956 ما أثرتش فينا وسنة 1957 ما أثرتش فينا- كل هذه وبعد الانفصال ما أثرتش فينا.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة:

          تكلمنا عما وقع وتكلمنا عما هو واقع، ومن واجبنا أن نلقي بنظرة سريعة على المستقبل. إذا كنا نتكلم عن الاستعداد العسكري وعن احتمال معركة مسلحة يمكن أن ندعى إلى خوضها دفاعاً عن المبدأ والأرض والحق. فإن الجبهة الداخلية هي وقوتها هي الأساس في كل شيء. الأساس في كل صمود. الأساس في كل معركة في كل نصر. قوة الجبهة الداخلية يوم 9 ويوم 10 يونيه كانت العامل الحاسم الذي منع هزيمة عسكرية محدودة في ميدان القتال من أن تتحول إلى هزيمة شاملة بالنسبة للوطن كله. العدو يركز أكبر هجماته على الجبهة الداخلية وتساعده في ذلك قوى كبيرة وعاتية تملك من الموارد، من الوسائل لشن الحرب النفسية أكبر مما يخطر لنا، يريدون تشكيك الشعب في قيادته السياسية، تشكيك الشعب في جيشه الوطني، تشكيك الشعب في إنجازاته الثورية، تشكيك القوى الثورية في بعضها، يريدون تشكيك القوى الثورية في غيرها من القوى العربية. يريدون التشكيك في كل شيء.

          وأنا قادم هنا وأعلم أنهم حاولوا التشكيك في الغرض اللي أنا من أجله جيت، وقالوا إن أنا جي النهاردة يوم 23 علشان أتنحى مرة ثانية. كأن أقدار الأوطان مسألة أمزجة. الموضوع مش موضوع مزاج،

<27>