إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

الستة. كما أن قواتنا كانت بتأثير الصدمة مبعثرة وشبه تائهة. وكان معنى ذلك في هذا الوقت إننا لم نعد قادرين لا على الهجوم ولا على الدفاع. واليوم إذا أخذنا نفس القاعدة وأجرينا على أساسها الحساب لمجرد القياس، فإننا نستطيع أن نقول باطمئنان أن قواتنا المسلحة قد استعادت جزءاً لا يستهان به من قوتها الحربية. كما أنها الآن تقف على جبهة قوية تقدر فيها على العمل المؤثر والفعال. ولست أريد الآن أن أخوض في أية تفصيلات عسكرية تفيد العدو ولا تفيدنا.

          ولكنني أكتفي بالقول بأن القدرة الحقيقية لقواتنا المسلحة الآن تفوق مقدرتها الحقيقية قبل بدء المعارك.

          وذلك تغيير ضخم وهائل لم نكن نحلم بالوصول إليه في هذا المدى القصير من الزمن.

          الذي أحدث هذا التغيير الضخم أو الذي أتاح له أن يحدث هو الإرادة الشعبية التي تمركزت في جبهة صمود سياسي بطولي ورفضت رفضاً كاملاً أن تخضع أو تلين.

          جبهة الصمود هذه هي التي سمحت لخطوات العمل الوطني أن تتقدم وأن تتحرك وأن تحدث التغييرات المادية اللازمة والضرورية.

          إن خطوات التغيير تلاحقت وكان بعضها في تلاحقه يبدو وكأنه غير مرئي.

          ولكن ونحن نستعرض الآن ما حدث نعبر عليه بنظرة شاملة، فإننا نستطيع أن نرى وأن نربط الخطوات ببعضها، نستعرض معاً:

أولاً: أول حاجة مواجهة الحقيقة في النكسة والمقدرة على استيعاب هذه الحقيقة والمقدرة على تمالك النفس، واستبقاء الإيمان بالقدرة على تجاوزها، ده أول تغيير حل بنا بعد الهزيمة والنكسة..

          إحنا سميناها نكسة وأنا قبل ما أكتب النقط الخاصة بهذا الخطاب كنت بأراجع جوابات جات لي.

          فيه واحد بيقول إحنا ليه سمينا اللي حصل نكسة؟ ما إنجلترا في الحرب العالمية الثانية لما طلعت مهزومة في دنكرك وسحبت قواتها من دنكرك ورجعت ما قلتش إنها نكسة ولكن اعتبروا العملية عملية لرفع المعنويات، وصمموا على القتال، وقالوا القادة هناك إن إحنا معندناش غير العرق والدموع ماسموش هذه الهزيمة نكسة، اشمعنى إحنا اللي سميناها نكسة؟

          الحقيقة الراجل اللي كتب الجواب ده له حق. ليه إحنا سميناها نكسة؟ بقول له إن إحنا سميناها نكسة، ويمكن أنا أول واحد قال هذا التعبير نتيجة لما كنا نشعر به في هذا الوقت يوم 8 ويوم 9 يونيه.

<6>