إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

          الحقيقة أنا أيضاً كنت أشعر بان إحنا حصلت لنا مصيبة كبيرة وكان حالنا زي حال الراجل اللي طلع في الشارع خبطته عربية، خبطه ترمواي أصبح عاجز عن إنه يتحرك واترمى على الأرض مش عارف يعمل إيه. الحقيقة ده كان حالنا يوم 8 وكان حالنا يوم 9. ولكن حصل تغيير كبير أوي بعد 8 وبعد 9.

          والسبب في هذا التغيير الصمود، ولولا الصمود اللي وقفه هذا الشعب والشعب العربي أيضاً في كل بلد عربي، ماكنش ممكن إن إحنا نقف على رجلينا وماكنش ممكن إن إحنا نعلن للعالم كله إن إحنا رغم فقدنا قطعة من الأرض ورغم فقدنا لمعركة عسكرية، ولكنا لم نفقد إرادتنا ولم نستسلم في إرادتنا. بعد هذا خطوات التغيير تلاحقت بسرعة وأهم حاجة هي قدرة هذا الشعب بالتاريخ الطويل في النضال إنه يواجه الحقيقة. من أول يوم واجه الحقيقة واستطاع أن يستوعب هذه الحقيقة. ولم ينهار، بل تمالك نفسه وآمن بنفسه آمن بقدرته على إنه يستطيع أن يتجاوز هذه الهزيمة وأن يتجاوز هذه النكسة.

          ما هو معنى إن إحنا نفقد 80% من معداتنا. ونحن ما زلنا نواجه العدو والعدو ما زال يحتل أرضنا؟ ما هو معنى إن إحنا نفقد العدد الكبير من القتلى 10.000 جندي قتيل 1500 ضابط قتلى في هذه المعارك من يوم 5 ليوم 8، غير الأسرى 5000 جندي و500 ضابط . نحن بعد ذلك، بعد يوم 8 ، كنا مكشوفين زي ما قلت لكم أدام العدو، جبهة القتال مكشوفة والمدن أيضاً مكشوفة، جبهة القتال مكشوفة زي ما قلت لكم ماكنش عندنا خط دفاعي غرب القنال والمدن مكشوفة ماكنش عندنا طيارات خالص علشان نجابه بها طيران العدو إذا أراد أن يعتدي على مدننا، رغم الكارثة اللي حلت بالطيران يوم 5 كان ضباطنا الطيارين رغم تفوق العدو طلعوا بالطيارات اللي فضلت، وكانت المعركة بالنسبة لهم معركة انتحارية. جابهوا طيارات وأسقطوا من طيارات العدو، وإحنا فقدنا في هذه الفترة 40 ضابط طيار ما بين قتيل ومفقود.

          ناس أدوا الواجب على أد القدرة اللي كانت في أيديهم- قيادتهم- قيادة الطيران لم تقدر الموقف تقدير صحيح، وتسببت في الكارثة اللي حصلت للطيران صباح يوم 5 وبالتالي تسببت في أن تنتهي المعركة بالطريقة اللي انتهت بها- استطعنا إن إحنا نواجه الحقيقة رغم كل ما حصل بنا، استطعنا أن نواجه الحقيقة بعد هذه الأيام- اتضح من أول يوم بدأنا نلم نفسنا- ننظم دفاعاتنا وصممنا على أن نقاتل من شبر إلى شبر وحينما أراد العدو أن يتقدم إلى بور فؤاد في أواخر شهر يونيه لم نتركه في معركة رأس العش، واشتبكنا معه- تصدت قواتنا المسلحة ليه، قبلنا بالمخاطرة والطيران في هذا الوقت ماكانش استعاد وضعه الطبيعي والعدو كان قادر على إحداث انتصار، ولكنا قبلنا المخاطرة وده يبين التغيير اللي حصل في هذه الأيام أن نتبين هذا من غير خديعة للنفس، الخديعة للنفس في ذلك الوقت كان يمكن أن تصبح كارثة كاملة لا آمال بعدها- لم نخدع أنفسنا وإحنا لم نخدع أنفسنا، لم نخدع الشعب، ولم نخدع.. إن إحنا قدرنا نستوعب هذا كله والمشاكل اللي تتفرع من كل الأمور اللي بأكلمكم عليها إن إحنا نقدر نفوق من الصدمة ونفوق من الجهد النفسي، نفوق

<7>