إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الخامسة

بأتحمل المسئولية ولكن أيضاً مش أنا أقدر أغير كل شئ، وهذه البلد وحدي. إذا كان كل واحد يطالب غيره بالحساب وهو نفسه ما تحاسبش. معنى ده إيه؟ معناه إن إحنا ننقاد إلى خطوط قد يكون أو طرق أو مسارات قد يكون أعداؤنا بيوضعوها لنا. كل واحد قبل ما ينقد غيره ينقد نفسه، كل واحد منا مسئول. كل واحد منا يجب أن يساعد على كسب معركة الإرادة بانه يدي الثقة في النفس للناس كلها.

وبرضه بأقول إن أنا شفت الجوابات اللي جت لي، وأنا باستمرار في كلامي يمكن كنت بأستشهد بالجوابات.

          حاجة ملاحظة لاحظتها في الشهور اللي فاتت أنا ما لاحظتش أبداً اليأس، مفيش ملاحظات، اليأس يمكن فيه نقمة، في غضب. ناس زعلانة وفيه أيضاً مستوى عالي من نقد الغير في المصانع والمؤسسات والمصالح والمواقع المختلفة.

          طبعاً عدد كبير من هذه الجوابات ولو إني أنا بأقراها ولكنها جوابات بدون إمضاء - كل واحد يمكن مش عاجبه حاجة أو زعلان مع واحد أو متضايق من واحد يكتب فيه - طبعاً أنا لا أستطيع أن أتصرف في هذه المواضيع على أنها قضية مطلقة - ولكن أنا في هذا بأقول إن أنا بأحاول أتحرى.. ولكن أنا بأنتهز فرصة كلامي النهاردة اللي بأتكلمه في افتتاح مجلس الأمة، وفي نفس الوقت بأتكلمه أيضاً لكل أبناء الوطن، بأقول إن إحنا يجب أن نتقبل الموقف كما يتقبله الرجال، ومش كل واحد فينا يلقي اللوم على غيره- كل واحد فينا يتوجه بالنقد لغيره- إذا كنا فعلاً عايزين إرادتنا تقوى كل واحد فينا يتوجه بالنقد لنفسه ويحاول أن يصلح من أخطاؤه. حينما أقول إن كل واحد فينا في مكانه مسئول عن الظروف التي أدت إلى النكسة، وأنا قلت ومازلت أقول إنني أتحمل المسئولية كلها، وسوف أظل أتحملها كلها وأرضى فيها بأي حساب وأقبل فيها كلمة الشعب كيفما تكون. وإذا سرنا كما يسير الرجال في هذه المرحلة فأنا على ثقة من أن إرادتنا ستقوى وتقوى وتقوى- تذكرون حضراتكم بعد موقف الشعب يوم 9 و10 يونيه وإصراره على رفض قرار التنحي، إنني قلت في رسالة إلى مجلسكم الموقر إن صوت جماهير شعبنا بالنسبة لي أمر لا يرد، ولذلك فقد استقر رأيي على أن أبقى في مكاني وفي الموضع الذي يريد الشعب مني أن أبقى فيه- حتى تنتهي الفترة التي نتمكن فيها جميعاً من إزالة آثار العدوان. على أن الأمر كله بعد هذه الفترة يجب أن يرجع فيه إلى الشعب في استفتاء عام - النهاردة أقول بعد استيعاب كل ما حدث- بعد تقبل المسئولية لكل منا بكرامة الرجال، لابد أن يكون هناك الإيمان بالقدرة على اجتيازها - معنى ذلك أن نملك أنفسنا وأن نخرج من دور الانفعال إلى دور الفهم. طبعاً كل واحد فينا كان ليه حق الانفعال يوم 8 ويوم 9 ويوم 10 ويوم 11، وبعد كده ولكن الانفعال حيعمل لينا إيه؟

          الانفعال هيخلينا باستمرار غير قادرين إن إحنا نبدي القرار الصحيح، أنا بأقول هذا وأنا أيضاً كنت زي أي واحد من أبناء هذا الوطن، دخلت في دور الانفعال، خطابي يوم (9) ليكم كان انفعال، خطابي يوم (10) ليكم كان انفعال، وما حدث يوم (11) أيضاً كان انفعال بالنسبة للتغيرات في القوات المسلحة بما حدث وحدث بالذات يوم (11) في القوات المسلحة، ولكن بعد كده ابتدينا نفعل ابتدينا نعمل، كل واحد يحاول إنه يتمالك

<9>