إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة استقباله لأعضاء المؤتمر الثاني لاتحاد الصحفيين العرب

محكمة سياسية، يمكن الصحافة عندنا حاولت تستغل محكمة الثورة علشان زيادة التوزيع، ونسيت إن العملية سياسية أكثر من إنها عملية إثارة. يمكن أكتركم يعتقدوا إن إحنا هنا ماسكين الصحافة 100% ومسيطرين عليها مائة المائة. أبداً أنا يوم ماطلعت الصبح ولقيت عنوان إحدى الصحف عن الذهب والفلوس استغربت جداً، إن معنى هذا إن إحنا بنحول العملية، من قضية سياسية أثرت في مصير البلد ولها دروس نستفيد منها على مستقبل البلد، إلى قضية إثارة ومحاولة إظهار أن فلان حاول أن يأخذ ذهب وفلان حاول يأخذ فلوس. العملية كما أعتقد لا أظن أبداً أن المشير عامر حاول يأخذ فلوس لنفسه أو حاول يأخذ ذهب لنفسه. ولكن إحنا نعرف إن كل شئ مباح في حالة التآمر، إذا أراد الشخص أن يتآمر فهو بيحصل على سلاح ويحصل على ناس ويحصل على قوى ويحصل أيضاً على فلوس علشان يستخدمها في إنجاح هدفه، الفلوس هنا زي الدبابات وزي العساكر وزي الضباط. فتصوير العملية إنها عملية فلوس هو تصوير خاطئ، العملية عملية سياسية، الفلوس أخذت علشان تستخدم في الهدف اللي همه كانوا مصممين عليه، من يوم 11 يونيه يوم ما طلعت المظاهرات العسكرية والكلام ده يمكن انتو ماسمعتهوش إلا النهاردة، يوم 8 يونيه كانت الهزيمة، ويوم 9 و10 يونيه كانت المظاهرات، ويوم 11 يونيه أنا كنت مواجه في القاهرة بعمليات كبيرة جداً وكان الحرس الجمهوري كله موجود في الإسماعيلية، وماكانش عندي ولا عسكري. وكانت هذه المظاهرة المسلحة اللي كانت جية إلى منشية البكري، ثم طلعت بعد كده إلى القيادة، وأنا في هذا اليوم صممت على إن أنا بعد مارجعت أسير فيما أؤمن بيه إلى أقصى حد بدون حلول وسط وبدون الاستجابة إلى سياسة القوة، مهما كانت.

          وأنا أعتقد أن النية كانت موجودة من يوم 11 يونيه. وبهذا أعتقد إن الفلوس والذهب والسلاح اللي أخذ بعد كده، كل هذه هي عمليات سياسية، لأن عملية تآمر وعملية تغيير النظام تحتاج إلى كل هذه الأمور. الحقيقة أما شفت العناوين بتحاول تصور العملية على إنها عملية فلوس لأشخاص، أو عملية أخذ فلوس بس. الحقيقة لم ترتاح نفسي، العملية عملية سياسية، العملية عملية أيضاً اجتماعية وعملية أكبر من إن واحد يأخذ كذا ألف جنيه أو واحد يأخذ شوية ذهب. العملية إن كان فيه ناس يعتقدوا انهم الورثة الطبيعيين للحكم على أساس إن الثورة قامت من الجيش من 15 سنة وهمه الورثة، ونسوا إن الثورة ولو إن الجيش قام بها، قام بها من أجل الشعب، وأن الجيش يجب أن يقوم بدوره الطبيعي في حماية مكاسب الشعب وفي حماية أهداف الشعب وفي حماية أرض الوطن. الغرض الحقيقة من إن القضية وضعت بهذه العلنية ولم توضع سرية إن الشعب كله يشوف إيه الانحرافات، إيه الأهداف، وإيه التيارات، وإيه العوامل المختلفة. طبعاً فيه ناس كانت بتتصور إن أنا أستطيع أن أعمل كل شئ أريده. ويمكن انتم برضه تتصوروا إن جمال عبدالناصر في مصر يقول لأي حاجة كن فتكون. وده شئ مستحيل بطبيعة الأمور. وانتم كلكم صحفيين ومطلعين على أساليب الحكم في بلادكم. الحكم ماهواش أوامر، الحكم هو عبارة عن تفكير ومناقشات واختلافات ثم اتفاق ثم السير في الطريق. مافيش واحد في الدنيا مهما بلغ من القوة، ومهما بلغ من الشعبية بيقول للشيء كن فيكون في بلده، ويصبح أمره أمر لا يرد إلا إذا كانوا كل الناس اللي معاه امعات، والامعات لا يمكن أن يكونوا حكم، ولكن إذا أصبح الحكم حكم من الامعات فلابد أن ينتهي هذا الحكم- لابد إن الحكم يكون حكم من الناس

<4>