(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

لما التقوا عند كوبري الجامعة، قالوا لي إن فيه 1500 وبعدين قالوا لي إن فيه 2000، وأنا كنت بأتابع هذه المظاهرة.. المسئولية النضالية والمسئولية الرسمية والمسئولية السياسية، وأيضاً كنت بأتابع كأب، بأعتبر إن كل واحد من هؤلاء الأولاد زي أولادي تماماً، أي واحد من هؤلاء الشباب.

          إذن، أنا بدي أحكي لكم وأنا بأحكي أيضاً للناس، للأمة كلها إيه اللي حصل، أنا كنت أتابع هذه الأمور وطلبت من وزير الداخلية أن لا يحدث أي اعتراض من أي نوع أمام الشباب وسارت المظاهرات ووصلت إلى مجلس الأمة، وتكلم معاهم رئيس مجلس الأمة وشاف عدد منهم. ولغاية الساعة 2 الضهر كانت كلها ماشية في نطاق التعبير الطبيعي المعقول. ولكن استغلال المظاهرات بدأ بعد الضهر، وكان لابد من تفريق هذه المظاهرات، وأيضاً اتصل بي وزير الداخلية وقال إنه حايدي إنذار بالميكروفون قبل تفريق المظاهرات، وأنا طلبت منه أن يكون هذا التفريق بأقل قدر من العنف. كنت شايف إنه في هذا اليوم، فيه ناس بتحاول استغلال المظاهرات. وكانت معلومات وزارة الداخلية كافية للتدليل على ذلك، ومع هذا أنا قلت لشعراوي جمعة في التليفون، قلت له فيه اللي بيحاول إنه يستغل هذه المظاهرات واللي بيستغلوا المظاهرات عايزين ايه؟، عايزين مجزرة، عايزين عشرة شباب يموتوا، عايزين عشرين واحد يتقتلوا، وهنا بيعتبروا إن المشكلة بتتحول إلى مشكلة أخرى تكون في صالح، إذا سقط واحد في هذه المظاهرات فيتحقق غرض المستغلين، وأنا بأعتبر إن الشرطة والبوليس تجنبوا ده بكل الوسائل، تجنبوا الاصطدام بالأسلحة النارية اللي ممكن تسبب قتلى بالعشرات واللي ممكن نحقق بها أهداف أعدائنا اللي عايزين مذابح تحصل في البلد بتؤثر على العواطف وتؤثر على المشاعر.

          وعلشان الظروف ما تتكررش مرة أخرى، فإن وزارة الداخلية رأت، وأنا وافقت على ما رأته وزارة الداخلية، رأت أن تصدر بيان بمنع المظاهرات وأيضاً اعتقال بعض من توافرت لديها الشبهات ضدهم في محاولة استغلال المظاهرات. كان من هذا أسباب جديدة لسوء التفاهم، تراكمت على ما كان. وصباح الأحد 25 كانت بعض كليات الجامعات لم تهدأ بعد وكانت الاستفهامات أمامها عالية بدون إجابات كافية.

          كانت أهم الاستفهامات التي طالعتها سلسلة سوء التفاهم:

<4>