(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، لدى استقباله لأعضاء المجلس المركزي للاتحاد نقابات العمال العرب

         ونحن الآن، ونحن نتحرك بعد أن وصلنا إلى مرحلة الصمود، نحن نتحرك إلى مرحلة النصر. لابد من صقل جميع القوى العربية في كل أنحاء الأمة العربية. وحينما نتكلم عن هذا نريد أن نكون عمليين ونحن نبحث هذا الأمر لأننا إذا تكلمنا عن الأمة العربية فلابد أن نضع في حسابنا أن هذا التعبير يشمل عناصر كثيرة.

أولاً: الحكومات العربية.

ثانياً: القوى الشعبية العربية قوى الجماهير العربية، قوى العمال والفلاحين والمثقفين. ثم القوى المسلحة العربية، ثم الجيوش الشعبية العربية.

         واجبنا أن نتحرك ونحشد في كل هذه الميادين. وأنا أعتقد أن لا تناقض مطلقا حينما نتحرك في كل هذه الميادين. لإن الموضوع الذي يواجهنا اليوم هو موضوع يمثل الوطن العربي كله.

         كل وطني عربي يجب أن ينضم إلى مسيرة الأمة العربية اليوم وتحركها من أجل التحرك من مرحلة الصمود إلى مرحلة النصر، وحينما نتكلم عن الوطنية العربية أو القومية العربية يجب أن ننسي في هذه المرحلة مفاهيم أخري كثيرة. الوطني اليميني كالوطني اليساري، لأن إسرائيل حينما احتلت الضفة الغربية للأردن لم تفرق بين الوطني اليميني والوطني اليساري طالما كان كل منهما وطنياً. وهناك فرق- كما نعلم جميعاً- بين الوطني وبين الخائن. الخائن هو الذي يسلم في بلده وفي أمور بلده.

         لإن إسرائيل حينما احتلت الأراضي العربية وحينما هددت لم تفرق بين الحكومات العربية وبين الشعوب العربية وبين الجماهير العربية.

         إذاً لما تحركنا علينا أن لا نخلق أي تناقضات، وأنا أشعر أن لا تناقض بين هذه الأمور التي أتكلم فيها. نتحرك بواسطة الحكومات العربية ثم نتحرك أيضا بواسطة الجماهير العربية في كل مجال من المجالات لأن الموضوع هو أن تكون الأمة العربية أو لا تكون الأمة العربية.

أيها الأخوة:

         نحن نواجه في هذه الأيام التحدي الكبير من الصهيونية والاستعمار للقضاء على القومية العربية وللقضاء على صمود الأمة العربية.

         وعلينا أن نبذل الجهد الكبير لمواجهة الصهيونية والاستعمار وأيضا لمواجهة أعوان الاستعمار أو أعوان الصهيونية لأننا بهذا نعيد فعلا للأمة العربية كرامتها ونعيد للأمة العربية حقها. ثم نسير إلى طريق النصر. الصهيونية والاستعمار استخدموا ضدنا كل أسلحة الحرب حتى يقضوا على الأمة العربية. ولكن الأمة

<2>