إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في جامعة القاهرة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

أساس موضوع السلام والحرب بتبان أهمية عدم الانحياز. ترتبط أيضاً بمشكلة التنمية. التنمية أن إحنا ننتقل من بلد متخلف إلى بلد نامي. الدول الكبيرة الدول الغنية بيزيد دخلها القومي كل سنة أكتر من زيادة الدول النامية. معني هذا أن الثغرة ستتسع. عدم الانحياز معناه أن إحنا نستطيع في التنمية أن إحنا نستعين بكل دول العالم لمساعدتنا في التنمية.

          عدم الانحياز يرتبط أيضا بمشكلة الاستعمار الجديد والسيطرة السياسية والسيطرة الاقتصادية. ويرتبط أيضا بمشكلة سياسات القوة التي تتبعها الدول الكبرى.

          أنا في الحقيقة ما بأشرحش عدم الانحياز ولا هذه المواضيع. أنا بأقول إن العمل أصبح معقد جداً في كل ناحية من النواحي سواء كانت الناحية الوطنية أو الناحية القومية أو الناحية الدولية. كل ناحية من النواحي فيها تفاصيل كثيرة. التفكير العلمي يسهل إيضاح واستيعاب هذه الأمور والاهتمام بالتفاصيل هو الذي يفرق النظرة العلمية للأمور عن النظرة السطحية لها.

          لما بنقول أن إحنا ننظر إلى الأمور نظرة علمية. معني ذلك أننا نخطط على أساس حقائق ودقائق للمسائل. الحقائق الكلية والتفاصيل الدقيقة في نفس الوقت.

          وعندما أقول أن الحديث مع المثقفين سهل فهذا هو السبب من نظرتهم الكلية والتفصيلية إلى الأمور.

          لما قلت أن عملية التغيير التي جاء بها بيان 30 مارس ماكانتش ممكنة قبل وقتها فأنا أعتقد أن المثقفين أول من يستطيع تقدير ما وراء هذا القول من اعتبارات.

          ما كانش ممكن قبل 30 مارس أن إحنا نعلن بيان 30 مارس لما أقول أن إحنا ما كنش نقدر البدء في عملية التغيير والتصحيح يوم 11 يونيه أي في أعقاب هَبَّة الجماهير يوم 9 يونيه ويوم 10 يونيه، أعتقد أن المثقفين بدون انفعال بيفهموا الأسباب والدوافع اللي أنا قلت عليها هذا الكلام.

          لما قلت أنه كان ضروري، كان من الضروري جداً قبل ما نتحرك على الأرض أن إحنا نخلي الأرض اللي بنتحرك عليها صلبة تتحمل حركتنا ورحبة تتسع لها، أعتقد أن كل واحد بيعمل تقدير موقف بيفهم ليه أنا بأقول أو قلت هذا الكلام إحنا كان عندنا ثقة كبيرة في نفسنا ثم صدمنا صدمة كبيرة بالهزيمة العسكرية والحقيقة أن إحنا مش أول الناس ولا آخر الناس اللي قابلوا أو حيقابلوا هزيمة عسكرية نقرأ التاريخ حصلت هزائم عسكرية كثيرة ولكن إحنا عايزين ناخد الدروس والعبر علشان نمشي في الطريق السليم والطريق الصحيح ما كنش ممكن في الفراغ اللي مر بينا أن إحنا نعمل التغيير. الحقيقة أنا يمكن كنت أصور نفسي في هذا الوقت بواحد ماشي في صحرا وحواليه رمال متحركة ومش عارف إذا كان حايمشى حايغرق وإلا حايلاقى الطريق الصحيح. بعد 11 يونيه كان لازم نعمل ضمانات ونحقق هذه الضمانات قبل ما نتكلم على بيان

<5>