(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في جامعة القاهرة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

30 مارس كان لازم إعادة بناء القوات المسلحة وكان لازم تحقيق إمكانية الصمود الاقتصادي وكان لازم تصفية مراكز القوة وكان لازم إجراء المحاكمات العلنية تعبيراً عن إصرار الثورة على تطهير نفسها وكان لازم نستكشف إمكانيات العمل السياسي في المجالات المتعددة العربية والدولية. ولما بقول هذا الكلام بأعتقد أن المثقفين أول من يستطيع أن يفهم ما وراء هذا القول من اعتبارات. بعد الزلزال لا يستطيع أي مهندس أنه يبدأ في وضع مشروع بناء على الأرض التي تعرضت للزلزال، لازم يعرف الأرض اللي هايبني فوقها، ولازم يعرف صلابة الأرض، إيه اللي عاوزه للبناء، وإيه الإمكانيات المتوفرة لإقامة هذا البناء. عندما أقول أننا انتظرنا فترة يستمر فيها الحوار لكي تتركز وتتبلور محصلة أصيلة له فمعني هذا أن كان لازم يمر وقت بعد الصدمة نفوق من الصدمة ونحسب وضعنا ثم نتحرك بدون انفعال. العمل السياسي خصوصاً في أوقات المصير ليس استجابة لأول صوت مرتفع وليس انسياقا مع أول انفعال يفجر نفسه العمل السياسي عمل صعب خصوصاً بالنسبة للظروف اللي مرينا فيها ابتداء من 5 يونيه. طبعا كل واحد بيتكلم كل الناس بتتكلم وكل الناس بتتناقش فيه اللي مش راضي وفيه اللي معارض وفيه اللي آخذ الفرصة ليهاجم الثورة والاشتراكية وفيه اللي وقف يدافع عن الثورة ويدافع عن الاشتراكية كان لازم كان لازم كقيادة مسئولة نشوف كل الكلام ده. جزء من أرضنا محتل قواتنا العسكرية عايزين نعيد بنائها علينا ضغط اقتصادي. أمريكا بتؤيد إسرائيل 100% وتساندها تديها السلاح وتساندها في الأمم المتحدة كان لازم أن إحنا نحسب وزي ما قلت قبل كده في المنصورة أنا كنت بأستمع إلى كل الكلام اللي بيتقال فيه ناس متصورين يمكن أن أنا منعزل إخواننا الطلبة جرايد الحائط اللي انتم بتحوطوها أنا بأقرأها. الكلام اللي بيتقال في كل حتة بشوفه، دى مسئوليتي لازم أعرف كل نبضة ومحستش أبداً برضه أقول لإخواننا الطلبة أن أنا هخاف منهم.. هخاف منهم ليه؟؟ مفيش سبب أبداً يخليني أخاف يوم ما أخاف أبقي فقدت شئ بالأمة أكون فقدت ثوريتي بحيث أن أنا أصدم أو يبقوا الطلبة أعتبرهم فئة معادية وبهذا يبقي الواحد خلص دوره.. والواحد كان طالب أيضا وكنت طالب هنا في الجامعة سنة 36 وكنت بتظاهر زيكم سنة 36 ويمكن اتحبست يمكن كلكم يمكن ما اتحبستوش أتحبس عدد قليل منكم.

          فكل واحد ليه الحق أنه ينفعل طبيعياً أن إحنا ننفعل، أنا لما شفت البرقية النهاردة بتاعة اتحاد الطلبة وعاوزين يتكلموا وقلت يتكلموا.. كان فيه الحقيقة رأي بيقول أن هذا الاجتماع مش اجتماع للطلبة .. اجتماع للمثقفين وفيه نقابات يبقي كل واحد هيتكلم ولكن أنا حسيت كده من البرقية أن فيه إلحاح على الكلام فقلت يتكلموا، اللي أنا بدي أقوله أن فيه تلاقي.. فيه ثورية تجمع بين القيادية وبين الجماهير في أوقات المصير اللي كنا فيها في أوقات المحنة في أوقات الأزمة اللي إحنا فيها لازم نسمع لكل الكلام أنا بقول لكم أنا كنت باسمع الحقيقة انتوا والناس كلها كل واحد بيتكلم سهل قوى الكلام.. سهل قوى في أي كلية من الكليات نجمع 500 طالب 700 طالب وده يقول كلمتين حماسيتين والآخر يقول إلى آخره.. وبعدين صعب على اللي هياخد القرار انه ياخد القرار سهل.. سهل أن الواحد يكتب مقالة صعب قوى أن الواحد يقود خصوصاً إذا أراد لبلده أنها تكون بلد مستقلة في الوقت اللي فيه سياسات القوى والاستعمار الجديد والضغط السياسي والضغط الاقتصادي ومحاولات الإخضاع. سهل أن الواحد ينفعل.. صعب أن الواحد يأخذ قرار نتيجة أي انفعال.

<6>