(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في جامعة القاهرة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

حل أزمة الشرق الأوسط، المسألة هي نوعية الحل، شرف الحل، شرفنا مستقبلنا ومصيرنا. إذاً عندما طرحت هذا الموضوع في الاستفتاء ضمن موضوعات أخرى كنت أريد أن يكون واضحا لي حدود المدى الذي يريد الشعب أن يصل إليه ومع أني أعرف سلفا أن الشعب على استعداد للشوط حتى مداه ومهما كانت تكاليفه وأعباؤه فلقد وجدت لزاما أن يسمع صوت الشعب، ربما كنت أقصد أن يسمع غيري صوت الشعب في هذا الموضوع قبل أن اسمعه، أنا كنت أقصد أن تسمعه الأمة العربية وأن تسمعه إجماعيا وأن نسمعه قويا بغير تردد وبغير تحفظات كنت أقصد أيضاً أن يسمعه العالم الخارجي الذي تعنيه أمور الشرق الأوسط لكي يعرف بطريقة قاطعة إنه لا مساومة وانه لا طريق السلام غير طريق العدل. كنت أقصد أيضاً أن يسمعه العدو لكي يدرك إنه لن يستطيع أن يكسر إرادة المقاومة لدى شعبنا. قلنا 9 و10 يونيه قد تم تصويرها على أنها رد فعل عاطفي، أنا بأقول إن 9 و10 يونيه كان تصميم على الصمود وعلى السير في المعركة إلى النهاية وعدم الاستسلام بيقولوا 9و10 يونيه ده كان رد فعل عاطفي، ولهذا أنا بأقول الصوت اللي حيعلنه الاستفتاء لن يكون الصوت العاطفي، الاستفتاء حيكون بعد عشرة شهور من النكسة، من الهزيمة، بعد أن اتضحت أبعاد الهزيمة وعرف الكثير من أسباب الهزيمة وبانت تكاليف المعركة وتضحيات المعركة، الاستفتاء بعد عشرة شهور الشعب حايقول رأيه على نور وبعد تعقل وتفكير وتروي، وكل واحد في العشر شهور دول اتكلم مع الناس واتكلم مع نفسه وشاف الموقف وعرف كل هذه الأمور، وييجى الاستفتاء بيبان لنا بيبان لوطننا العربي بيبان للعالم كله بيبان لعدونا إيه إرادتنا وإيه تصميمنا، ده كله يسهل شرحه للمثقفين لإن نظرتهم زي ما قلت في الأول نظرة كلية ونظرة تفصيلية في نفس الوقت.

         وقلت لكم أن الحديث للمثقفين سهل بالنسبة لحساب المواضيع والنظرة العلمية لها وقلت لكم أيضاً إن الحديث للمثقفين صعب.

         هناك أول اختلاف المواقف الذاتية والطبقية للمثقفين. وأنا قلت إنهم قوة يجمعهم دور طليعي واحد ولكنهم ليسوا طبقة تجمعهم مصلحة واحدة.

         من هذا الموضوع ومن هذه الاختلافات فهناك مشاكل بالنسبة لموقف المثقفين البعض طبعاً يطلب الكمال وهذا صعب طبعا كونك تطلب سهل التطبيق والتحقيق هو اللي صعب وحركة الحياة كلها هي الصراع بين ما هو كائن وبين ما يجب أن يكون الطريق طويل بين تصور التطور، وبين تحقيق هذا التطور. والعقبات رواسب قرون وإمكانيات لها حدود. إحنا قلنا مضاعفة الدخل القومي في عشر سنوات يمكن ده مكنش كفاية لينا إذا كنا عايزين نلحق ولكن أنا يؤسفنى أن إحنا مقدر ناش نحقق هذا الهدف إذا كنا عاوزين نحقق هذا الهدف كان لازم نضغط على نفسنا وندخر 25% من دخلنا القومي ولكن إحنا بندخر 12% من دخلنا القومي إذاً منقدرش نضاعف الدخل القومي في عشر سنوات إذاً بنستلف من الخارج إذاً علينا نسدد الديون وبندخل في مشاكل لا أول ولا آخر وبندخل في مشكلة عاطلين وبندخل حتى في موضوعات الجامعة والقبول في الجامعة وخريجين الجامعة والمعاهد فإذا ما اشتغلناش وده أمل وأنا كنت بأعتبر أن مضاعفة الدخل القومي

<9>