إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في أحد المعسكرات

الثقة بالقوات المسلحة رغم الحرب النفسية العنيفة التي وجهت لخلق فجوة بين الشعب والقوات المسلحة ورغم الحرب النفسية العنيفة التي وجهت حتى تفقد القوات المسلحة ثقتها. لم تكن أسباب القصور نقص في شجاعة الرجال. الحقيقة الكتب اللي أنا قرأتها عن المعركة كان باين إن الرجال حين أتيحت لهم الفرصة حاربوا وقاتلوا وماتوا بشجاعة.

          وإحنا في معركة يونيه الماضي لم تلاق قواتنا المسلحة القوات الإسرائيلية وجهاً لوجه كلها، جزء من قواتنا المسلحة واجه القوات الإسرائيلية، أما الجزء الأكبر فلم يواجه قوات إسرائيل، والجزء اللي واجه القوات الإسرائيلية حارب بشجاعة وبسالة وكبد العدو خسائر عنيفة، ولكن ظروفنا ما مكنتناش من إن إحنا نحارب في المعركة، لأن العدو كان عنده التفوق الجوي نتيجة الضربة الجوية اللي فاجأنا بها في أول مرة.

          نتيجة المعركة طبعاً لم تسمح لحد بأن يتوقف طويلاً أمام الصفحات المضيئة اللي كتبها الكثير من الرجال بدمهم وتضحياتهم. وفيه ناس كثير ماتوا وماتوا باستبسال من أجل بلدهم، رغم إن إحنا خسرنا المعركة ككل، ولكن المعارك الفرعية اللي حصلت واللي واجهنا فيها إسرائيل استطاعت قواتنا إنها تلحق بإسرائيل خسائر كبيرة.

          أنا جايب معايا يمكن ترجمة لآخر كتاب طلع عن استراتيجية الحرب، ونشر يمكن في فبراير سنة 68 وعنوانه استراتيجية الحرب بقلم ليدل هارت. بيقول رغم إنه واخد وجهة نظر إسرائيل ومتحيز ضدنا، وبيقول لازم يدولوا القنال، وبيقول لازم يدوا لإسرائيل جزء من سيناء. ولكن غصب عنه قال إن ألاي إسرائيلي من الدبابات اشترك مع الدبابات المصرية وكانت خسائر الإسرائيليين كبيرة وانتظروا حتى ظهرت تعزيزات جديدة لهم. رغم أيضاً الفكرة المتحيزة ليدل هارت قال بيتكلم عن التقدم في اليوم الثاني وقال إن الدبابات سنتريون المسلحة بمدفع 105 ملليمتر لم يواجه تقدمه المبدئي أي مقاومة خطيرة بسبب التجائه إلى طريق غير متوقع خلال الكثبان الرملية. ولكن في قتال اليوم الثاني كان خسائره جسيمة عندما كان يحاول الاتصال بفرقة الجنرال كال في المعركة من أجل العريش. رغم التحيز ماحدش يقدر ينكر إن المعارك اللي إحنا دخلناها وجهاً لوجه استبسل الناس، ومات الناس، وكبدوا العدو خسائر كثيرة. وأنا ليه بأتكلم على الصورة دي؟، الحرب النفسية وجهت إلينا حتى نفقد الثقة في أنفسنا، حتى نفقد ويفقد الشعب ثقته في قواته المسلحة.

          الصورة اللي حصلت دي لا تستطيع كل حملات التشكيك أن تؤثر فيها أو توقف من معناها، الحرب النفسية ضد الجيش المصري بالذات كانت حرب مستمرة وتاريخها بيرجع إلى قبل حرب يونيه وإلى قبل حرب السويس سنة 1956 وكان المطلوب دائماً أن لا تقوم قوة عسكرية يحسب لها حساب في مصر وإحنا كشعب أصيل لا يمكن لهذه الحرب النفسية أن تشكك الشعب في قواته المسلحة أو تشكك القوات المسلحة في نفسها، أو تخلق نوع من الشعور باليأس أو الشعور بالهزيمة. رغم كل الظروف الصعبة اللي إحنا مرينا بيها رغم الهزيمة اللي مرينا بيها في يونيه رغم كل الظواهر رغم كل الدعايات رغم كل الحرب النفسية، ده لم يكن له

<2>