(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في أحد المعسكرات

معانا في جانبنا وقت الشدة، ولولا هذا مكناش قدرنا نعوض الأسلحة اللي فقدناها ومكناش نقدر نقعد النهاردة في هذه القاعدة ونشعر بالاطمئنان. واللي بدي أقوله إن في شهر يونيه ويوليه وأغسطس يمكن كقوات مسلحة أنا كمسئول عن هذه البلاد كنا جميعاً نشعر بالقلق ولا نشعر بالأمان بعد الضربة اللي وجهت إلى قواتنا المسلحة.

         النهاردة الصورة تختلف كثير عن يونيه ويوليه وأغسطس، وبكره إنشاء الله الصورة تختلف إلى أحسن عن اليوم، وزي ما أنا أقول إن الوقت في صالحنا.

         إذاً صداقة الأصدقاء أدت دورها، صداقة الأصدقاء تؤدي دورها في نواحي مختلفة. بالنسبة للدول الغير منحازة وقفت معانا في الأمم المتحدة في العمل السياسي. بالنسبة للدول الأسيوية والدول الأفريقية وقفت معانا أيضاً في الأمم المتحدة، ووقفت معانا أيضاً في العمل السياسي. الضمير العالمي النهاردة بيفكر بصورة غير اللي كان بيفكر بيها قبل يونيه.

         كل هذه النواحي، النواحي السياسية، والنواحي الاقتصادية، وصداقة الأصدقاء، والعمل من الدول غير المنحازة والدول الأسيوية والأفريقية، تؤدي دورها في خدمة المعركة عندما يحين وقت المعركة.

         سير الحوادث بيؤكد إن المعركة سوف تجئ حتما، ليه؟ العمل السياسي وإحنا قبلنا بأسلوب العمل السياسي وأسلوب الحل السياسي. إيه اللي بيجرى في العمل السياسي وإيه اللي بيجرى في الحل السياسي. الاتصالات اللي يقوم بها يارنج لم توصلنا إلى نتيجة حتى الآن. إحنا قبلنا تنفيذ قرار الأمم المتحدة وإسرائيل لم تقبل تنفيذ قرار الأمم المتحدة. وإسرائيل تصمم على تنفيذ استراتيجيتها اللي نعرفها من زمان وهي تحقيق السلم بالقوة. وتحقيق السلم بالقوة أو تحقيق الوصول إلى اتفاق بالقوة كان معناه إن هم بالحرب يجبرونا على أن نمضي معاهم وثيقة وهم ساروا في تنفيذ هذه الخطة وهذه الاستراتيجية واستطاعوا انهم يحتلوا أجزاء من الوطن العربي من مصر والضفة الغربية للأردن وأجزاء من سوريا، ولكن لم نمكنهم نحن بإرادة الصمود انهم يكملوا الاستراتيجية ويكملوا هدفهم. هدفهم إن إحنا نقعد معاهم ونتفاوض وبيقولوا المفاوضة من أجل السلام طبعاً ده كلام خادع وكلام له معنى براق، لأن أنا النهاردة إذا قعدت علشان أتفاوض مع العدو اللي محتل جزء من أرضي فمعناه إن أنا حأقعد علشان تُملى علي شروط المنتصر، مايبقاش هذا كلام بأي شكل من الأشكال، ولكن ده معناه الاستسلام للعدو بعد أن استطاع أن يحتل جزء من أراضينا.

         نحن رفضنا هذا رفض كامل وباين إن إسرائيل في كل المجالات لا تحترم قرارات الأمم المتحدة يمكن من سنة 48 لغاية النهاردة.

         هم بيتخذوا من قرار الأمم المتحدة اللي أعلن في 22 نوفمبر حجة ويقولوا إن معنى هذا القرار إن إحنا نقعد نتفاوض على مواد القرار ونصل إلى اتفاق. هل إسرائيل قبلت في أي وقت من الأوقات قرارات

<4>