إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في أحد المعسكرات

ولكن لازلت أقول، بأقول لكم لغاية دالوقت إن إحنا يمكن ندخل المعركة لوحدنا، لأن مافيش خطة عسكرية عربية، ولافيش خطة سياسية عربية، ولازال العدو الإسرائيلي يستطيع أن ينفرد بكل ميدان على حدة، سواء كان هذا في الشمال أو في الجنوب، وأنا اتكلمت عن هذا الموضوع مرات كثيرة، اتكلمت عنه لما رحت زرت إخوانكم في الوحدة الأخرى في فترة العيد، وأنا بأقول لغاية دالوقت إن إحنا علينا أن لا نيأس، لابد أن نفهم ويفهم الناس جميعاً أن هذه المرحلة هي من أصعب المراحل التي تمر بتاريخ الأمة العربية، وإنها سوف تؤثر على مصير الأمة العربية كلها لسنين طويلة. وعلى هذا لابد من حشد كل طاقات الأمة العربية سياسياً وعسكرياً، حتى لا تنفرد إسرائيل بكل بلد عربي على حدة، ورغم عدم النجاح في هذا الهدف وهو حشد طاقات الأمة العربية سياسياً وعسكرياً، وإن إحنا لن نيأس بل سنحاول بكل طاقاتنا أن نجمع طاقات الأمة العربية حتى نتمكن بتجميع طاقات الأمة العربية أن نواجه طاقات إسرائيل. لو قرينا ميزانية إسرائيل الأخيرة، اللي عملوه منها لقواتهم المسلحة، ميزانية إسرائيل لقواتها المسلحة 650 مليون دولار، حوالي 300 مليون جنيه، ده غير النواحي اللي ما بيعلنوهاش. إذاً في ضمير الأمة العربية وفي واجب الأمة العربية إنها تحشد كل طاقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية حتى تواجه إسرائيل والصهيونية العالمية التي تؤيد إسرائيل سياسياً واقتصاديا، وأنا لن أيأس من الدعوة التي تجمع طاقات الأمة العربية السياسية والعسكرية حتى نواجه إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، ولكن في نفس الوقت بقول لكم إننا كقوات مسلحة إن إحنا بنعمل في تخطيطنا الاستراتيجي الأساسي على أساس إننا قد نواجه إسرائيل وحدنا ومانكنش نجحنا في تجميع طاقات الأمة العربية. فعلى القوات المسلحة وقادة القوات المسلحة، وأنا قلت هذا الكلام للسيد وزير الحربية وإن إحنا لازم نعمل على أساس إن إسرائيل قد تستطيع في وقت من الأوقات إنها تحشد كل قواتها أمامنا علشان مواجهتنا في حملة أو عملية يائسة. إسرائيل انتصرت لغاية دالوقت في معركة عسكرية، ولكنها لم تنتصر في المعركة السياسية، ولن تنتصر في تحقيق أهدافها في أن نستسلم رغم المعركة ورغم الهزيمة العسكرية اللي حصلت في يونيه. فإحنا بعد عشرة أشهر النهاردة ما استسلمناش وصممنا على الصمود، وصممنا على مواجهة العدوان، وصممنا على تصفية العدوان، وصممنا على ألا نتفاوض مع إسرائيل، وصممنا على بناء قواتنا المسلحة، وصممنا على إن إحنا نتعب ونبعد عن عائلاتنا مدد طويلة ونقعد مع العساكر نتدرب ونتعلم من اللي حصل فينا منذ 10 أشهر، وبهذه الوسيلة نستطيع فعلاً أن نثبت إننا نستطيع أن نواجه التحدي الذي واجهتنا به إسرائيل.

         طبعاً إسرائيل في السنين اللي فاتت، إسرائيل في الـ10 سنين اللي فاتت من 1956 بتدرب على كل حاجة عندنا، تحصل على معلومات عننا، واتقال في المقالات اللي اتقالت انهم كانوا عندهم مطارات زي مطاراتنا والطيارين بيطلعوا يدربوا عليها، واتقال انهم دربوا الطيارين بتوعهم انهم يطلعوا في اليوم 6 طلعات أو 7 طلعات، والمفروض إن ماحدش يطلع أكثر من طلعتين، وانهم اتدربوا على التفاهم بين الطيارين وبين الفنيين، وانهم اتدربوا على التلاحم بين الضباط وبين القوات المسلحة. انهم اتعلموا انهم ما يقعدوش باستمرار يشتكوا وينتقدوا. في مقالة لليدل هارت قايل هذا الكلام إن العسكري الإسرائيلي بيقبل

<8>