إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في مأدبة أقيمت تكريماً له في الاتحاد السوفيتي

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في مأدبة أقيمت تكريما له بمناسبة زيارته للاتحاد السوفيتي
موسكو، 5 يوليه 1968
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 6 يوليه 1968

الصديق العزيز ليونيد بريجنيف

الصديق العزيز نيكولاي بودجورني

الصديق العزيز الكسي كوسجين

أيها الأصدقاء الأعزاء

          مرة أخرى نجتمع معاً وتتيح لنا الظروف أن نلتقي لقاءً مباشراً على الطريق العريق المضيء للصداقة العربية السوفيتية التي هي اليوم حقيقة عظيمة من حقائق السياسة الدولية، خصوصا فيما يتصل بالشرق الأوسط. ومرة أخرى على هذا الطريق تتاح لي أيها الأصدقاء أن أكون معكم وأن أعبر لكم جميعاً عن تقدير شعبنا وكل الشعوب المناضلة للدور الهائل الذي يقوم به الاتحاد السوفيتي شعباً وقادة في سبيل الكفاح من أجل عالم أفضل مبرأ من كل سوءات الماضي، نظيف من الاستعمار والاستغلال السياسي والاقتصادي. آمن من خطر الحرب والعدوان، ومتجه وفق آمال الشعوب نحو أهداف السلام القائم على العدل والذي بدونه لا يكون هناك سلام.

          ويهمني بصفة خاصة، أيها الصديق العزيز بريجنيف، أن أوجه الشكر خالصاً وعميقاً إلى الجماهير العاملة في الاتحاد السوفيتي التي تصدرت تحت قيادة حزبكم الكبير لقيادة ثورة تعتبر من أهم التحولات في التاريخ. وإذا كنتم قد احتفلتم أخيراً بالعيد الخمسين لهذه الثورة، فإن المنجزات الهائلة التي رآها العالم هي الشاهد الصادق على ضخامة المسئوليات التي تحملتها الشعوب السوفيتية وعلى مدى النجاح المحقق الذي بلغته. وإن الشعب المصري سوف يحتفل بعد أيام، كما أشرتم أيها الصديق، بالعيد السادس عشر لثورة سنة 1952. ولقد استطاعت الثورة المصرية بطبيعتها العربية القوية وبخطها الوطني الواضح وبعدها الاجتماعي أن تضع تأثيرات بعيدة المدى على أرض الأمة العربية وفي آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث تقوم حركة التحرير الوطني والاجتماعي بأشرف الأدوار دفاعاً عن حقوق وكرامة الإنسانية والإنسان.

          إن المبادئ والأهداف التي وضعتها الثورة العربية أمامها والشوط الطويل الذي قطعته على طريق الوفاء به خلق، وكان لابد أن يخلق، عداءً مستحكماً بينها وبين القوى المعادية للتقدم، قوى الاستعمار والإمبريالية والعنصرية والصهيونية المتواطئة معها إلى درجة العمالة. إن الحوادث الأخيرة الحزينة والدامية التي شهدها الشرق الأوسط منذ أزمته العنيفة في العام الماضي جاءت مصداقاً لكل ما كنا نقوله وننادي به.

<1>