(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في مأدبة أقيمت تكريماً له في الاتحاد السوفيتي

أيها الأخوة

         إن كل ما قمنا به وما استطعنا تحقيقه، فإنه لابد من الإشارة بالتقدير كله والوفاء إلى العون العظيم الأدبي والمادي الذي تلقيناه من الاتحاد السوفيتي.

         إن وقفتكم معنا أيها الأصدقاء في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية كان لها، وسوف يكون لها أبعد الأثر في كل ما حققناه وفي كل ما عقدنا العزم على تحقيقه لصالح الحرية ولصالح السلام. وذلك هو الدور الطليعي الممتاز الذي يقوم به الاتحاد السوفيتي في نضال الإنسان المعاصر. إننا ننشد السلام كما تنشده شعوب الأرض جميعاً، ولدينا برامج للتطوير تحتاج إلى كل مواردنا، بل تحتاج، وفاء بآمالنا، إلى ما هو أكثر. ولكن السلام ليس هو الأمر الواقع مهما كان، إن سلام الأمر الواقع هو الاستسلام، ودعوى السلام في قبول الأمر الواقع دعوى باطلة قيلت في كل زمان وكانت لتبرير كل عدوان، ابتداء من عصر العبودية إلى ظلام القرون الوسطى إلى قيام الاستعمار إلى سيطرة الإمبريالية، وهي دعوى رفضها ويرفضها كل المؤمنين بالحرية، بل كل المؤمنين بالسلام الحقيقي.

أيها الأخوة

         إننا نفخر ونعتز بوقفتكم معنا من أجل نصرة السلام القائم على العدل، ونفخر ونعتز بصداقتكم النضالية، ونفخر ونعتز بالدور الذي لا نظير له والذي يتحمله الاتحاد السوفيتي العظيم.

أيها الأخوة

         إني أدعوكم للوقوف تحية للصداقة العربية السوفيتية، والقادة السوفيت الأصدقاء، وللأخ العزيز ليونيد بريجنيف، ولأنصار الحرية والسلام.

<4>