إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة
بمناسبة افتتاح دورته الرابعة
القاهرة: 24 نوفمبر 1966

الأهرام، القاهرة: 25 نوفمبر 1966

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة:

          في احتفالكم بافتتاح الدورة الرابعة، من أعمال مجلسكم الموقر، يسعدني أن أقدم لكم أصدق التحية، راجياً لكم كل التوفيق في دورتكم الجديدة.

          وهي دورة فيما نظن سوف تكون حافلة، كما أنها فيما نرجو سوف تكون مفيدة، ذلك أن تطورات هامة جرت وتجري من حولنا في جميع المجالات، وكلها مما يدعونا إلى بذل المزيد من الجهد، فكراً وعملاً، تصوراً وإنجازاً، أملاً ووفاءً بالأمل.

          ومنذ الوقت الذي أنهى فيه مجلسكم الموقر أعمال دورته السابقة في شهر يونيه الماضي، فإن هناك أمرين يلفتان النظر ليس بمجرد شكلهما الخارجي، وإنما بما تحت الشكل من المعاني الحقيقية والأبعاد الواسعة.

          أولهما: في السياسة الداخلية للجمهورية العربية المتحدة، حين تكشفت صورة، واتضحت ظروف استوجبت إعادة تقييم المرحلة الراهنة من العمل الوطني، وإعادة توصيفها، وكانت نتيجة ذلك من حيث الشكل الخارجي للحوادث أن انتقلت المسئولية التنفيذية من الوزارة التي رأسها صديقي وأخي زكريا محيي الدين الذي قام بالجهد الممتاز في عملية إعادة التقييم والتوصيف، إلى الوزارة التي يرأسها صدقي سليمان الذي اقترن اسمه بأعظم مشروعات الإنجاز في التاريخ المصري كله، وأعني به مشروع السد العالي الذي التقى عنده أقصى ما واجهناه من اختبار وأروع ما حققناه من انتصار.

          والأمر الثاني: في السياسة العربية القومية، حين وصلت سياسة مؤتمرات القمة إلى طريق مسدود، أصبح فيه من الضروري مصارحة الجماهير العربية بحقيقة الأمور، ووضعها أمام مسئولياتها التاريخية في مرحلة من أخطر مراحل النضال القومي، وفي لحظة فاصلة يتحدد فيها الفارق بين الصبر والتفريط، بين الواقعية والاستسلام، بين إمكانية النصر وإمكانية الهزيمة، وكانت نتيجة ذلك من حيث الشكل الخارجي للحوادث أنني أعلنت طلب الجمهورية العربية المتحدة بتأجيل مؤتمر القمة العربي الرابع الذي كان محدداً له

<1>