إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

 

2 .

إن الوعي السياسي لابد أن يؤدي دوره بفاعلية أكثر، ولا يتحقق الوعي السياسي بالتلقين، ولكن يتحقق الوعي السياسي - عمقاً وخصوبة - بالمناقشة الديمقراطية التي يجب أن تنفتح لها كل الأبواب بغير حاجز أو حجاب.

ولربما كان أعظم ما يميز تطورنا هو تصميمه الدائم في كل الظروف على أن ينبع من حريته الفكرية، ومن مقدرته على استلهام واقعه بغير عزلة عن تجارب التطور الأخرى الغنية بالأفكار.

ومن ذلك فإن تطورنا رفض ويرفض دائماً أن يوضع في قوالب مصبوبة، وصمم ويصمم دائماً على أنه ليس مستعداً لتقليد هؤلاء الذين يصنعون الأصنام بأيديهم.. ثم ينسون أنفسهم ويعبدونها!

3 .

إن الجامعة تستحق من هذا الشعب كل عناية ورعاية بغير حد، فإن الجامعة هي أكبر الضمانات لآمال المستقبل كله.

ويقتضي الإنصاف أن نؤكد للجامعة ثقة المجتمع فيها وإيمانه بدورها وبرسالتها، ويتحقق ذلك على النحو الصحيح بتوفير كل الإمكانيات المادية للجامعات، وبتحصين حريتها الفكرية في خدمة مجتمعها.

4 .

ويبقى في هذا المجال، أن أجدد الإشارة إلى ما كان لي شرف الحديث عنه أمام جماهيرنا في احتفالها بعيد الثورة في 22 يوليه الأخير، وذلك حين طالبت بتدعيم بناء مؤسسات الدولة، والتحديد والربط ما بين سلطاتها.

وما زالت جماهيرنا تتطلع إلى مناقشات الدستور الدائم للجمهورية العربية المتحدة، وهو تكليف يتحمل مجلسكم الموقر أمانته.

كما أن تقنين الثورة.. وتقنين الثورة لا يعني تجميدها.. حصانة أكيدة للتطور الدستوري السليم ليظل القانون دائماً أكبر من مراكز القوة وأعلى من إرادات الأفراد.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة:

          أنتقل الآن إلى الأمر الثاني الذي يلفت النظر، ما جرى منذ أنهى مجلسكم الموقر أعمال دورته السابقة، وأعني به ذلك القرار الذي لم يكن في خيار أمامنا - بطلب تأجيل مؤتمر القمة الرابع.

          إن ذلك القرار لم يكن سهلاً بالنسبة للبلد الذي خرجت منه لأول مرة دعوة مؤتمر القمة العربي الأول الذي عقد في يناير سنة 1964.

<10>