إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

          وأصبح قسم من الجيش السعودي تحت قيادة بعثة عسكرية أمريكية ضالعاً في مخططات الدفاع عن الشرق الأوسط، في حين أصبح قسم آخر من هذا الجيش تحت قيادة بعثة عسكرية بريطانية ضالعاً في مخططات السيطرة على الجنوب العربي وحصار الخليج العربي..

          وكان الاستمرار بعد ذلك في سياسة مؤتمرات القمة.. يصبح خداعاً للأمة العربية كلها.. وخداعاً للناس.

          ولهذا فلقد أعلنا قرار التأجيل.. وكنا بذلك حريصين على مكاسب تحققت قبل ذلك في ثلاثة مؤتمرات للقمة. أهمها ظهور الكيان الفلسطيني متمثلاً في جيش التحرير الفلسطيني ومنظمة تحرير فلسطين.

          ولقد كشفت الرجعية نفسها تماماً، وأعطت مبرراً جديداً للتحايل الثوري لموقفها حين أعلنت الامتناع عن الوفاء بالتزاماتها السابقة لجيش التحرير ومنظمة التحرير.

          ولقد أعلنت الجمهورية العربية المتحدة، أنها تتحمل مسئوليتها التاريخية إزاء فلسطين، وتتحملها منفردة إذا اقتضى الأمر، ومن حسن الحظ أن حيوية الأمة العربية التي فتحت طريق الثورة العربية استطاعت في هذه الظروف أن تحقق خطوات كبيرة وهامة في اللقاء الضروري للقوى الثورية العربية.. وأشير في هذا الصدد إلى ميثاق الدفاع المشترك الذي وقع بين الجمهورية العربية المتحدة وبين الجمهورية العربية السورية.. وإني لأؤمن أن التاريخ العربي سوف يسجل للقاهرة موقفها في هذا الأمر.. عزة وشرفاً.. فلقد تقدمت بغير تحفظات وأنهت كل رواسب الماضي وفتحت صفحة جيدة حافظة بالكرامة كلها- قائلة: المستقبل أولى باهتماماتنا.

          وإلى جانب أوثق وأقوى الصلات مع القوى الثورية في العراق المناضل.. وفي الجزائر الباسلة.. وفي اليمن الصامد.. فإن القوى الثورية العربية تستعيد زمام المبادأة وتفتح الطريق أمام شعوب عربية أخرى تناضل لبلوغ مكانها الحق تحت شمس الحرية السياسية والاجتماعية.. يتقدمها الآن شعب الجنوب العربي الثائر.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة:

          وأريد أن أحدد أمامكم موقفنا العربي، وهو في الحقيقة استمرار لإيمان شعبنا بمسئوليته في نضال أمته التي ينتمي إليها تاريخياً ونضالياً ومصيرياً:

<13>