إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

          والسر الحقيقي هو المبدأ، وهو التمسك به مهما كانت الظروف أو الضغوط، وهو الدفاع عنه مع كل شعب وفوق كل أرض، اهتماماً واعياً من شعبنا بمشاكل عالمه وعصره، وثقة حقيقية بوحدة النضال من أجل الحرية في كل صورها، ومن أجل الاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي.

          ومن هذا المبدأ.. وقوف شعبنا مع حركات التحرير الوطني وحق الشعوب المقدس في تقرير مصيرها وإدانة سياسة القوة وشجب التفرقة العنصرية وتمسكه نصاً وروحاً بميثاق الأمم المتحدة وانتصاره لها ودفاعه عن عالميتها وضد تحكم أية قوة فيها وتوحيد الجهود من أجل أوضاع في التجارة الدولية أفضل تواجه السيطرة الاحتكارية بالتعاون المشروع ما بين الدول النامية المنتجة للمواد الخام، بحيث تستطيع هذه الدول أن تخرج من حصار الاستعمار المالي وتلحق بعملها- في ظل فرصة متكافئة- بظروف الحياة المقبولة والمعقولة في النصف الثاني من القرن العشرين.

          وفي خدمة هذه المبادئ، وباسم شعبنا، فلقد كان لي الشرف أن أقوم أخيراً بزيارات إلى آسيا وأفريقيا وأن أستقبل في القاهرة عدداً من رؤساء دول العالم المهتمة مثلنا بقضايا الحرب والسلام، وقضايا الحرية والاستعمار، وقضايا التقدم والتخلف.. وعن هذه المبادئ دائماً كان حديثنا وإلى جانبها في كل الأوقات كان وقوفنا.

          في اجتماعات دار السلام، مقر لجنة تحرير أفريقيا، ومع الرئيس جوليوس نيريري رئيس جمهورية تانزانيا، كان ذلك هو الحديث والموقف..

          وفي اجتماعات دلهي تحت راية عدم الانحياز التي التقيت فيها بالصديقين العزيزين جوزيف بروز تيتو رئيس اتحاد الجمهوريات اليوجوسلافية، والسيدة أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند.. كان ذلك هو الحديث والموقف.

          وفي اجتماعات أديس أبابا في إطار منظمة الوحدة الأفريقية التي أرادت فيها.. وفشلت فيها.. القوى الأجنبية المعادية لحرية ووحدة أفريقيا.. أن تحدث فتنة تمزق كيان المنظمة.. كان ذلك هو الحديث والموقف أيضاً.

          ومع العدد العديد من رؤساء الدول الذين زاروا القاهرة.. وسوف يزورونها في القريب.. كان ذلك وسوف يكون بمشيئة الله هو الحديث والموقف.

          ولا أستطيع أيها الأخوة أن أنهي الحديث عن المجال الدولي بغير ذكر محدد للمأساة التي تجرى في فيتنام، والتي تفوق بشاعتها كل حد إنساني متصور، وإننا لنتمسك بكل شدة برأينا الواضح إزاء هذه

<16>