إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر، في مجلس الأمة بمناسبة افتتاح دورته الرابعة

ثالثاً: فإن مرحلة التدعيم تستمد قيمتها الحقيقية من أنها تمهيد لانطلاق أسرع في تنفيذ الخطة الثانية التي بدأ العمل فيها فعلاً منذ سنة. ونجاح هذه الخطة يرتبط بما نستطيع تثبيته في مرحلة التدعيم وفي مقدمته:

  • توسيع قاعدة الصناعة الثقيلة، وهذه ليست مشكلة فنية واقتصادية، وإنما هي اجتماعية أيضاً، ذلك أننا إذا سرنا في الصناعات الاستهلاكية وحدها لكنا بذلك نخلق أنماطاً استهلاكية قلقة من الناس، بينما الصناعة الثقيلة تخلق الفرصة المناسبة للتحرك في جميع المجالات الإنتاجية ووفق تطور الاستهلاك العام والواسع لجماهير الشعب... وللتصدير أيضاً.
  • ثم تطوير الإدارة الأمر الذي كررت دائماً وأكرر أنه ليس له من بديل في خدمة الإنتاج.
  • ثم ظهور جيل جديد يتولى القيادة الفنية في جميع المجالات، ونحن هنا نتحدث عن جيل جديد، ولا نتحدث عن مجموعات أو عن طوائف!
  • ثم التفكير في أشكال جديدة لإطلاق حوافز الإنتاج تضاف إلى ما تحقق بالفعل من حوافز كفلها قانون المؤسسات الأخير.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة:

          ذلك كله تحدثنا فيه والتقى عليه اجتماعنا، صادراً من تقييم وتوصيف للمرحلة، صدر على أساس من الوحدة الفكرية الكاملة لدى الذين يتولون قيادة العمل الوطني فيها.

          وأضيف إليه أمام مجلسكم الموقر أن هناك عدة عوامل حيوية، مادية وفكرية تقدر على ضمان النجاح في الهدف وتقدر على تقريب يوم الوصول إليه.

1 .

وفي البداية فإني أريد أن أضغط بالاهتمام على ضرورة بذل جهود أكبر من أجل تنظيم الأسرة، ذلك أنه إذا استمرت هذه الزيادة الفلكية في تعداد السكان فإن أي جهد نبذله لا يكون كافياً لأكثر من الاحتفاظ بالمستوى الحالي للمعيشة، وذلك مستوى نريد أن نتقدم عنه وأن نسبقه بكثير.

ولذلك فإن الزيادة في عدد السكان لابد أن تكون مخططة وإلا أصبحت عملية التنمية كلها في النهاية تصب في إناء لا قاع له.

<9>