إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في اختتام الدورة الطارئة للمؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي

فلسطين وسيناء وإسرائيل تنظر الآن إلى أنها قد حققت خطوة أخرى من خطواتها، فعلينا أن نتصدى لهذا بالصمود وبحرب التحرير. إذا لم تصل الحلول السلمية إلى الحل السلمي المشرف.

أيها الأخوة

          وأنا أتكلم إليكم الآن.

أيها الأخوة

          إنني أتكلم إليكم الآن والجبهة الأردنية وشعب الأردن في هذه الأيام الثلاثة يلاقي العدوان، العدوان من إسرائيل في الجو والأرض، على العسكريين وعلى المدنيين. وأنا أقول لشعب الأردن ولملك الأردن إننا نحيي فيكم الصمود الكبير. لقد اطلعت اليوم على بعض الصور الفوتوغرافية التي وصلت عن الأردن بعد الاعتداء على إحدى القرى الأردنية ورأيت القتلى من النساء والأطفال والرجال ولكن هذا قدرنا، قدرنا أن نصمد سواء هنا في مصر أو في الأردن أو في سوريا أو في لبنان أو في أي بلد عربي. قدرنا أن نتحمل الخسائر حتى نستطيع أن نستعد وأن نبدأ معركة التحرير، وكما تلقينا هنا أيضاً الضربات في مصر وتلقينا الخسائر في السويس وفي الإسماعيلية وفي القنطرة، كلنا نعلم إننا تلقينا ضربات كبيرة ومات من أبنائنا الكثير، ولكننا كنا نقول لن نستسلم أبداً، هذا قدرنا بعد الهزيمة لابد أن نصمد، ثم لابد أن نشد من عزمنا لنحرر أرضنا ونحرر الأمة العربية، الأرض التي اغتصبتها إسرائيل، هذا قدرنا. إنني أقول هذا لشعب الأردن ولملك الأردن، إن إسرائيل تريد منكم الاستسلام أو تريد منكم أن تشعروا بالخوف أو الجزع، كما أرادت منا هذا حينما ضربت السويس وضربت بور سعيد أو ضربت نجع حمادي. ولكني على ثقة من الأمة العربية كلها، لا يوجد فيها من يستسلم لإسرائيل أو من هم وراء إسرائيل، ولكنا سنضحي كما ضحى شعب الجزائر، ضحى شعب الجزائر، مليون شهيد في سبيل الحرية، وفي سبيل الاستقلال. ونحن أيضاً ضحينا، ضحينا ونحن نواجه الاستعمار ونحن نواجه الإنجليز سنة 1946، سنة 1919، سنة 1951، سنة 1952. ضحت سوريا وهي تواجه الاستعمار، وضحى لبنان وضحى شعب الأردن. علينا أن نصمد وعلينا أن نضحي. قد تكون التضحية اليوم تضحية كبيرة، ولكنها تستحق أن تكون التضحية الكبيرة لأنها تضحية من أجل إيقاف الخطر الصهيوني ومن أجل إيقاف التوسع الصهيوني على حساب الأمة العربية وعلى حساب الشعب العربي.

أيها الأخوة

          باسمكم أوجه أيضاً التحية لجيش الأردن الباسل الذي يواجه إسرائيل في كل يوم.

<6>