إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الأولى لمجلس الأمة الجديد

          إن الأولوية الأولى.. والأولوية المطلقة في هذه المعركة هي الجبهة العسكرية.. إذ لابد أن ندرك أن العدو لن يتراجع إلا إذا أرغمناه على التراجع بالقتال.. بل أنه لا أمل في أي حل سياسي إلا إذا أدرك العدو أنه في مقدورنا إرغامه على التراجع بالقتال..

          أي أنه بالنسبة للعمل العسكري.. أو بالنسبة للعمل السياسي.. لا يمكن أن يتحقق أي تقدم إلا إذا كانت نقطة انطلاق هذا التقدم هي الجبهة العسكرية..

          وأريدكم أن تعرفوا أن الجبهة العسكرية يجب أن تكون شاغلنا الأول.. وأي شئ غيرها قابل للانتظار..

          ولأني أعرف أنكم تشاركوني في هذا الرأي.. فلقد طلبت إلى وزير الحربية الفريق أول محمّد فوزي أن يكون أول مسئول يتحدث بعدي أمام مجلسكم الموقر- وليكن ذلك في جلسة سرية، نرجو أن تتفضل رئاسة المجلس بالدعوة إليها- حتى تتاح لكم فرصة الاستماع إلى تقرير منه عن الموقف العسكري.. ولست أريد أن أستبق تقريره إليكم.. ولكني أريد أن أضع أمامكم الحقائق التالية:

  1. إن عملنا السياسي في الجزء الأكبر منه في الفترة الماضية ركز على تدعيم القوات المسلحة.. ولابد أن أشيد هنا بالتعاون الصادق والمخلص الذي لقيه هذا العمل من جانب الاتحاد السوفيتي.. وفي الحقيقة فإن واجب الأمانة يدعوني إلى القول أمامكم بأنه لولا هذا التعاون لبقت كل خططنا للمستقبل مجرد أمان عاجزة عن الوفاء.
  2. إن القوات المسلحة.. وإني لأتحدث في هذا عن مشاهدة شخصية.. وعن رؤية عين.. أصبحت الآن في وضع لا يمكن أن يقارن بما كانت عليه قبل معارك يونيه 1967 وليس بعدها فقط.
    لقد بذل الأبطال من رجال القوات المسلحة من الجهد والعلم ما أؤمن أنه يجعلهم على مستوى ثقة الأمة بهم.. وعلى مستوى آمالها الكبار..
  3. إنني أقرب ما أكون إلى عمل قيادة قواتنا المسلحة.. وثقتي بهذه القيادة كاملة.. وأعتقد أن هذه القيادة على مستوى المسئولية..
  4. إنكم سوف ترون مما سيعرض عليكم من طلبات الاعتمادات، سواء عند نظر ميزانية الدولة القادمة.. أو قبلها وبعدها.. أن اعتمادات القوات المسلحة قد طرأت عليها زيادات كبيرة.. وأثق أنكم لن تترددوا في الموافقة.. فليس هناك مال يساوي استعادة شرف الوطن وبقعة من أرضه يدنسها وجود الأعداء.
  5. إن عملاً كبيراً قد تم من أجل زيادة كفاءة الدفاع عن المنشآت الحيوية داخل الوطن.. وقد شاركت القوات المسلحة والجيش الشعبي في تحمل هذه المسئولية التي تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لحجم

<5>