إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

خارجية إسرائيل سئل منذ عدة أيام عن ما يعتقد من أن الرأي العام العالمي بدأ يعرف إسرائيل على حقيقتها، وبدأ يتحول، بدأ في التحول من تأييد وجهة نظر إسرائيل.

         وعندما سئل وزير خارجية إسرائيل أجاب، أننا لا يهمنا الرأي العام العالمي، ولكن تهمنا سلامة إسرائيل.

         إذن من الناحية السياسية في اتجاه العالم، وفي الناحية الدولية هناك كشف لمواقف إسرائيل.

         وهناك تحول لا يمكن أن يكون هذا التحول مرة واحدة، يعني كامل، ولكن هذا التحول يأتي بالتدريج.

         طبعاً من الناحية العسكرية تكلمنا وسنتكلم.

         ومن الناحية الاقتصادية كان العدو ومن يساندونه يعتقدون أننا لن نستطيع الصمود اقتصادياً. ولكنا بعد مؤتمر الخرطوم وبفضل قرارات الدعم لتعويض الخسائر التي نتجت عن العدوان، استطعنا أن نتغلب على كل أنواع الضغط الاقتصادي ونصمد اقتصادياً.

         أيضاً من الناحية الوطنية ومن الناحية القومية ومن الناحية الفكرية.

         إننا منذ بداية الأزمة وفي أعقاب النكسة مباشرة أعلنا بطريقة قاطعة مبادئ لا نحيد عنها ولا نملك أن نحيد عنها وإلا كنا نستسلم للعدو في الحقيقة.

         لا مفاوضات مع العدو، ولا صلح، ولا تفريط في شبر واحد من الأرض العربية التي تعرضت لعدوان يونيه 1967، لا مساومات على الأرض الفلسطينية لأنها ملك شعب فلسطين.

         وحينما نتكلم عن هذه المبادئ التي أعلناها في أعقاب النكسة مباشرة، وأعلناها بطريقة قاطعة لابد لنا أن نتذكر استراتيجية العدو- استراتيجية إسرائيل، وكانت استراتيجية إسرائيل تتلخص في جملة واحدة- فرض الصلح بالقوة- أي الاعتماد على منطق القوة- كل منطق العدو منطلق من منطق القوة.. احتلال الأرض العربية بالقوة- ثم فرض الصلح بالقوة.. وبهذا إذا كان يفرض الصلح بالقوة، فإنه يفرض أيضاً شروطه بالقوة- احتل الأرض بالقوة، وهذا هو الموقف الذي نواجهه الآن- وعليه أن يكمل خطته بأن يفرض الصلح بالقوة، ونحن قلنا ونقول أننا لن نقبل فرض الصلح بالقوة، لأن قبول فرض الصلح بالقوة أو قبول الكلام عن الصلح مع العدو الذي يحتل أراضينا ويتكلم من مركز القوة أننا نستسلم للعدو الذي يحتل أراضينا.

<4>