إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) كلمة الرئيس عبدالناصر في ختام الدورة الثانية للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

          لقد مررنا بوقت كنا نحاسب الجندي من جنودنا على الجبهة إذا رأى العدو وأطلق ناراً عليه، ذلك لأننا لم نكن مستعدين للمضاعفات.

          والآن فإن الصورة اختلفت، فنحن نحاسب أي جندي من جنودنا على الجبهة يرى أثراً للعدو ولا يطلق النار عليه..

أيها الأخوة المواطنون

          في مرحلة مسبقة كان العدو يسأل نفسه عنا:

          - متى يستسلمون؟

          نحن الآن في مرحلة نسأل فيها أنفسنا عنه:

           متى نحاربه؟

          ليس يخالجني شك في أن إجابة هذا السؤال سوف تفرض نفسها مادام العدو- بغرور القوة الحمقاء- مصمماً على عدم الانسحاب من أراضينا.. مصمماً على تجاهل المبدأ والحق وأحكام الطبيعة ذاتها.

          لى أننا نقولها كما قلناها دائماً: الحرب ليست للحرب. ولقد قالها القوي العزيز في منزل كتابه:

           يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال وهو كره لكم.. وصدق الله العظيم.

أيها الأخوة

          إننا لسنا طلاب حرب للحرب، ولكننا طلاب سلام قائم على العدل، لأن السلام- كما آمنا دائماً وكما نؤمن أبداً- لا يقوم إلا على العدل.

          وذلك ما ينبغي أن تقولوه أيها الأخوة لقواعدكم في عودتكم إليها برسالة الأمل تحملونها بعد هذه الأيام التي تنادينا فيها إلى هذه القاعة ندرس ونناقش ونفكر ونخطط معاً

          إننا نعلق أسباباً كثيرة للرجاء على الرأي العام العالمي وعلى الأمم المتحدة وعلى مجلس الأمن وعلى اجتماعات الدول الأربع الكبرى الأعضاء الدائمين فيه ومداولاتهم القادمة في نيويورك.

          ولكن السبب الأول والأخير للرجاء معلق على قوتنا الذاتية.. معلق على عزم وتصميم جماهيرنا الصامدة.. معلق على رجالنا البواسل من ضباط وجنود القوات المسلحة العربية على كل الجبهات العربية..

<4>