إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

أيها الأخوة

          أول أمس كنا هنا بينكم في حلوان، وكنا نفتتح مصنع الدرفلة الجديد، وهو من العلامات البارزة في صناعة الحديد والصلب التي هي أساس بناءات الصناعات الثقيلة، مصنع الدرفلة تكلف 67 مليون جنيه، شارك في بنائه عشرة آلاف عامل مصري، ثم هو جزء من مشروعنا الأكبر وهو مشروع مجمع الحديد والصلب، الذي يصل بإنتاجنا إلى مستوى مقبول بالمعايير العالمية المتقدمة نضيف على إنتاجنا من الصلب مليون طن. ولقد تم بناء هذا المصنع في ظروف المعركة وتحت ضغوطها، وكان تأكيداً لشعار رفعناه دائماً فوق كفاحنا يد تبني ويد تحمل السلاح، وكنا أيها الأخوة في انتصار سنة 1956 نناضل تحت هذا الشعار.

          كنا في انتصار سنة 1956 نناضل تحت هذا، ونحن برغم نكسة سنة 1967 نناضل تحت نفس هذا الشعار- وإلى جانب هذا التأكيد لشعار العمل والقتال في نفس الوقت- فإن هذا المصنع تأكيد جديد أيضاً لاستمرار الثورة الخلاقة التي استهدفتها كل المؤامرات التي وجهت إلى شعبنا- إن الثورة أيها الأخوة ليست كلاماً يقال، وإنما الثورة هي بناء حياة أكثر تقدماً وأكثر تقدمية- أكثر تقدماً من ناحية انتمائها للعلم الحديث وأخذها بأسباب العلم الحديث- وأكثر تقدمية من ناحية ملكيتها لأوسع الجماهير ووجودها في خدمتهم وخدمة آمالهم المشروعة مطالبهم المتزايدة عن حق رغبة في مستوى من المعيشة أفضل- ولو مددنا البصر أيها الأخوة ونحن هنا في هذا الموقف بالقرب من مصنع الدرفلة الذي بدا عمله أول أمس، ووجهنا نظرة أشمل إلى جهدنا في المجال الصناعي لوجدنا أننا تجاوزنا كل ما كنا نأمل فيه.

          ذلك أننا لو أخذنا الأشهر التسعة التي تمت حساباتها من السنة المالية الحالية وأقصد من أول يوليه 1968 إلى آخر مارس 1969 لقارناها بنفس الفترة المماثلة لها من العام الماضي لوجدنا علامات مشجعة- كنا نستهدف نمواً عاماً في الإنتاج الصناعي قدرناه بحساب كل طاقاتنا بما فيها طموحنا الذي نتمناه على مستوى التحدي الذي نواجهه بنسبة 12% ولقد تحقق فعلاً بل وتم تجاوزه وواصلنا إلى زيادة عن العام الماضي محسوبة على وجه الدقة بـ14% كانت الزيادة في قطاع الغزل والنسيج 3.7%، وفي الصناعات الغذائية 11%، وفي الصناعات الكيماوية 19%، وفي الصناعات الهندسية 23.2%، وفي الصناعات المعدنية 7%، وفي البناء والحراريات 19.5%، وفي التعدين- عدا البترول- 3.5%، وفي الصناعات المملوكة للقطاع الخاص 12.5%. لكن البترول سجل زيادة بمقدار 57%، ومع تفاوت حجم الإنتاج في كل قطاع من هذه القطاعات، فإن النسبة العامة للزيادة في النهاية بلغت 14% وكان تقديرنا وتخطيطنا أن نتمكن من الوصول إلى نسبة نمو قدرها 12% أي أننا حققنا ما كنا نتمناه وزدنا عليه.

          أقول هذه الأرقام رغم إدراكي أنكم تريدون الانتهاء منها بسرعة للوصول إلى الجوانب العسكرية والسياسية في نضالنا، ولكن هذه الأرقام ضرورية وهي في الحقيقة السند الكبير لنضالنا في الجوانب العسكرية والسياسية وفي الجوانب المختلفة، في سنة 67 فيه ناس قالوا إن إحنا لن نستطيع أن نصمد

<2>