إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً، فيه ناس من دعاة الهزيمة قالوا إن مفيش أمل لا سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً.

          أنا بأقول هذه الأرقام للي بيقولوا هذا الكلام أو اللي قالوا هذا الكلام في بلدنا واللي بيكتبوه بره رغم الأزمة اللي إحنا فيها ورغم المحنة اللي إحنا فيها لم يقصر الشعب ولا أبناء الشعب، لم يقصر المناضل المصري ولا العامل المصري لم يقصر أي فرد من أبناء هذه الأمة في كل الميادين، في ميدان الإنتاج زاد الإنتاج، في ميدان التصنيع زاد التصنيع واستطعنا أن نرد على هؤلاء الذين كانوا يقولون أننا لو كنا قد تجاوزنا النكسة العسكرية حينما خرج الشعب في 9 و10 يونيه يرفض الهزيمة العسكرية، فإننا لن نستطيع أن نواجه الضغط الاقتصادي ولن نستطيع أن نصمد اقتصادياً ولن نستطيع أن نتمكن من إدارة المصانع. النهاردة بقول هذه الأرقام حتى يعلم الجميع أننا حينما رفضنا الهزيمة العسكرية صمم هذا الشعب على أن يعمل في جميع الميادين، في الناحية العسكرية لنتلافى الهزيمة ولإزالة آثار العدوان، وفي الناحية الاقتصادية بكل مجالاتها حتى نستطيع من الصمود اقتصادياً، لأن كل فرد من أبناء هذه الأمة يعلم أننا بدون أن نصمد اقتصادياً لن نستطيع بأي حال أن نصمد عسكرياً، فكان هذا الصمود الاقتصادي وكانت هذه الزيادة في الإنتاج هي السند الأكيد والسند الحقيقي لصمودنا العسكري.

          وفي الجوانب الأخرى غير الصناعة، وأبرزها الزراعة، فإن الإنسان المصري العامل على الأرض الخصبة ساهم بدوره في المعركة، كنا نستورد الذرة للريف المصري، والآن أيها الأخوة فإن إنتاج الذرة في الريف المصري يحقق فائضاً نسعى إلى تصديره، وكان هناك محصول أرز قياسي سد كل حاجات استهلاكنا وصدرنا منه هذا العام 800 ألف طن، وكانت هناك لأول مرة قفزة لتصدير الموالح من مصر قاربت الـ100 ألف طن من هذه السنة. وكنا دائماً نواجه أزمة في إنتاج الفول، وهناك الآن وفر يزيد فيه المعروض عن الطلب.

          ولقد كانت أيها الأخوة تلك كلها عوامل لها دورها بالنسبة لاحتياجات الجماهير، ولا أظن أن بلداً واجه ظروف الحرب بأقل قدر من الضغوط على حياته العادية كما حدث عندنا، وإن كنت أعتقد أن الشعب مستعد لأن يتحمل كل شئ ويعطي كل شئ لكي يحقق هدفه الأكبر الذي لا يسبقه هدف وأقصد به هدف التحرير وهدف النصر.

أيها الأخوة المواطنون

          سوف أنتقل بكم إلى شاغلنا الشاغل وهدفنا الرئيسي لهذه المرحلة وهو ما أعلم أنكم وجماهير شعبنا وأمتنا العربية تريدون مني أن أدخل إليه.. قلت لكم أيها الأخوة أن وقائع اليومين الأخيرين هي أكثر ما يرمز إلى التغيير بين ما كنا فيه وبين ما وصلنا إليه، وتحدثت عن يوم أول أمس الذي افتتحنا فيه مصنع الدرفلة الجديد، والصورة المباشرة وراءه والشاملة بعده. وأتحدث الآن عما حدث في الساعات الأولى من صباح

<3>