إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في عيد العمال

          الحقيقة يوم 9 يونيه سنة 67 لما فقدنا كل شئ، الشعب المصري لم يتأثر نفسيا، طبعاً اتضايق بالهزيمة، ولكنه رفض الهزيمة، لم يتأثر نفسياً ولم يتأثر معنوياً، وخرج يوم 9 وكلنا وكل العالم كان يعتقد أن خروج الشعب هنا في مصر، بل أيضاً في العالم العربي وفي العواصم العربية المختلفة، كان عبارة عن التصميم على مواصلة النضال والتصميم على مواصلة الكفاح، رغم ما حصل. ولهذا فأنا بأقول أن الاعتقاد أن عملية تؤثر علينا نفسياً أو معنوياً اعتقاد يمكن يكون مهم من ناحية إسرائيل. الحقيقة بعد الكلام اللي إحنا قلناه في المؤتمر القومي الأخير للاتحاد الاشتراكي العربي، كان من الواضح أن إسرائيل تشعر بالضجر وتشعر بالضيق، لأن الروح المعنوية التي كانت تعتقد أنها لن ترتفع مرة أخرى ولن تقوى ولن تصمد بعد 20- 21 أو 22 شهر من الهزيمة العسكرية، لازالت تقوى بل كل يوم بتقوى عن اليوم الأخر. ولهذا إسرائيل تريد بكل أساليبها وبكل الطرق الممكنة أنها تجعل الشعب العربي في كل بلد عربي ييأس ويستسلم. إسرائيل تريد منا أن نستسلم ونحن قد رفضنا الاستسلام ورفضنا الهزيمة وصممنا على الكفاح لنحرر أرضنا شبر شبر.

          إسرائيل النهاردة بعد 22 شهر من حصولها على نصر عسكري كبير، إسرائيل النهاردة اللي بتقول في كل مكان أن جيشها هو الجيش الذي لا يقهر. أنا بأقول إن إسرائيل النهاردة تشعر في قرارة نفسها وقادة إسرائيل يشعروا في قرارة نفسهم أن النصر الكبير اللي حققوه في يونيه 67 يتحول الآن يتحول من نصر إلى هزيمة، لأن الشعب العربي الذي صمم على الصمود والذي صمم على الكفاح والذي رفض الهزيمة، هذا الشعب العربي لابد له من أن يستعيد أرضه التي خسرها في يونيه سنة 67.

          كانت استراتيجية إسرائيل مبنية دائماً على فرض الصلح بالقوة، وفرض الصلح بالقوة هو تعبير معناه فرض الصلح على العرب بالقوة العسكرية، أي أن يهزم العرب عسكرياً ثم يستسلموا ويوقعوا على ما تريده إسرائيل، ولكن إسرائيل استطاعت بما خططته وبما حصلت عليه من أسلحة أن تهزم العرب.

          تحصل على نصر ولكنها رغم هذا وبفضل صمود الأمة العربية كلها لم تستطع أن تفرض شروطها على الأمة العربية، والأمة العربية الآن تستعد، والأمة العربية أخذت الدرس، وعلى هذا الأساس فحينما نقارن أيها الأخوة هذه الغارة التي حصلت أول أمس، علينا أن نقارنها بالغارة اللي حصلت في أكتوبر الماضي على نجع حمادي، أكتوبر اللي فات في نجع حمادي وخلف منطقة القتال كلها في الحقيقة ما كنش عندنا قوات مسلحة، وفوجئنا بالغارات الموجودة على نجع حمادي وبتدمير محطة الكهربة وبإصابة كوبري إدفو وإصابة جزء من قناطر نجع حمادي. وبعد أكتوبر قررنا إقامة الجيش الشعبي وكتائب الدفاع في كل مكان، وأن يكون عندنا في كل بقعة من أرض الوطن جيش داخلي يحمي ضد تسلل إسرائيل وضد أي عمل معادي وتم تكوين هذا الجيش. الفرق الحقيقة بين النهاردة وبين اللي حصل في أكتوبر إن إسرائيل لما جت في أكتوبر قدرت تضرب محطة الكهربة وقدرت تضرب القناطر وماكنش فيه قوات من الجيش الشعبي، ماكانش فيه وحدات من الوحدات المضادة للطائرات. أما هذه المرة فلم تتمكن إسرائيل أن تحقق أي هدف من أهدافها، ودلائل الفشل في هذه الغارة أن الطائرات المغيرة رمت قنابلها في أماكن بعيدة عن الأهداف ولاذت بالفرار. كان هدف

<5>